محمود سعد الدين

4 أسباب وراء المشاركة العالية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية

الأربعاء، 24 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- نزول المرأة بعد حصولها على 25% من مقاعد البرلمان فى التعديلات الدستورية
 
كبار العائلات فى الصعيد والدلتا اعتبروا أيام الاستفتاء الثلاثة تمريناً أول قبل انتخابات مجلس الشيوخ  فحشدوا أصوات القرى والنجوع بكامل قوتها
 
- الهيئة الوطنية للانتخابات وفرت تيسيرات للمواطنين بعشرات من لجان الوافدين وزيادة مقرات اللجان الانتخابية
 
- ارتفاع الوعى عن المصريين بالمشاركة حتى لو بـ«لا»
 
ترتبط عمليات تقييم المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية والدستورية لدى المصريين بوجود طوابير أمام اللجان من عدمه، إن تواجدت الطوابير فكان الإقبال كثيفًا، وإن لم فكان الإقبال ضعيفًا حتى لو كانت الأرقام الرسمية الصادرة تؤكد المشاركة.
 
حسم هذا الجدل الدائم يتعلق بعدد من المعايير المهمة التى تدعمنا فى فهم الحالة المصرية فى المشاركات الانتخابية والكتل التصويتية فى المحافظات المختلفة، ومن ثم الوصول إلى معطيات تقودنا إلى النتيجة النهائية حول حقيقة المشاركة بشكل رئيسى فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2019.
 

كتلة المرأة

 
خاطبت التعديلات الدستورية عددًا من الفئات على رأسها المرأة والعمال والفلاحون والمصريون فى الخارج وذوو الإعاقة، وذلك من خلال التعديلات الواردة فى المواد 102 و243 و244 من التعديلات المقترحة،  وهو ما ترتب عليه أن هذه الفئات والمرتبطين معها بدوائر مصالح حشدوا للصناديق وكثفوا جهدهم على مدار الأيام الثلاثة من أجل أن ترتفع نسب المشاركة لكى يضمنوا استقرار المكسب الجديد الذى سيعود عليهم بالمنفعة بعد إقرار التعديلات.
تتفق مع التعديلات أو تختلف معها، إلا أنه بعد إقرارها رسميًا، فأول مجلس نواب ستحظى المرأة بـ25% من مقاعده كحد أدنى، وأعتقد أن هذا الرقم تحديدًا يكشف ويفسر التواجد المكثف للسيدات أمام اللجان.
 

صراع كبار العائلات على الفوز بعضوية مجلس الشيوخ

 
رغم أن مجلس الشيوخ لا يحظى باختصاصات تشريعية، إلا أنه كان سببًا كبيرًا فى الحشد بالدلتا والصعيد،  لأن أغلب كبار العائلات يشتاقون لحصد مقاعد مجلس الشيوخ، والمجلس ينظر إليه أهالينا البسطاء على أنه «الوجاهة الاجتماعية»، ومن ثم كان ملعب الحشد للتعديلات الدستورية بمثابة تمرين أول لانتخابات الشورى المقبلة، فشاهدنا عبر الأيام الثلاثة للتصويت على الاستفتاء، نزول شخصيات وأسماء وعائلات بعد سنوات من العزوف والمقاطعة، وعندما نزلت للمشاركة غيرت من أرقام المعادلة بكل قرية ومدينة، وبشكل واضح إذا كانت الأحزاب هى من حشدت المواطنين فى المدينة، فكبار العائلات هم من حشدوا الأهالى فى القرى والنجوع ودفعوهم نحو المشاركة والتصويت وإبداء الرأى.
 

العقلية المصرية فى الانتخابات.. التصويت فى الساعة الأخيرة

 
الأهم والأخطر فى قراءة المشهد الانتخابى، هو قراءة العقلية المصرية فى عملية التصويت، العقلية التى لا تحب الطابور ولا تحب الوقوف طويلًا أمام لجنة انتخابية وقد يكون هذا هو السبب وراء زيادة الإقبال فى مشهد الانتخابات فى اليوم الثالث مقارنة باليوم الأول والثانى، وقد يكون نفسه السبب لتفسير مد العمل ببعض اللجان إلى ما بعد الساعة التاسعة فى اليوم الثالث، رغم أن تلك اللجان كان الإقبال عليها متوسط ولم تشهد كثافة كبيرة، لأن المواطنين ذهبوا إلى الصناديق فى الساعات الأخيرة.
 

تيسيرات الهيئة الوطنية للانتخابات

 
الفارق النوعى الحقيقى فى الانتخابات هو التيسيرات التى وفرتها الهيئة الوطنية للانتخابات بداية من زيادة أعداد اللجان، ما ترتب عليه تقليل الازدحام، فضلًا عن رسم دور عمل سليمة لحركة المواطن بداية من دخوله اللجنة وحتى التوقيع أمام اسمه فى الكشوف ثم استلام ورقة التصويت ووضعها فى الصندوق الانتخابى، وهى دورة سريعة ترتب عليها سيولة فى التصويت وتحرك دورة التصويت بشكل بسيط منع حدوث كثافات.
 
ورقميًا سنجد نفسنا أمام أرقام كبيرة للاستفتاء الحالى على التعديلات الدستورية، فعدد المواطنين المقيدين بقاعدة الانتخابات يصل إلى 61 مليونًا و344 ألفًا، منهم 30 مليونًا و446 ألف سيدة، بينما وصل عدد المراكز الانتخابية إلى 10 آلاف و878 مركزًا، ووصل عدد اللجان الانتخابية فى مصر إلى 13 ألفًا و919 لجنة.
 
وكل هذه الأرقام تكشف أن الانتخابات تجرى على حيز جغرافى واسع يمكن المواطنين من الإدلاء بصوتهم ويقلل أى عقبات تواجههم ويسهل من دخولهم وخروجهم من اللجنة بكل سهولة. 
 

جمهور «لا»

 
من بين محاسن هذه التعديلات أن جمهور «لا» الرافض للسياسات أو المتحفظ عليها أو الذى يمتلك وجهة نظر أخرى، نزل للصناديق واقتنع بالمشاركة وواجه كل دعوات المقاطعة على قناعة كاملة، أن الصندوق هو الباب الحقيقى للتغيير، وطالما تحدثنا عن جمهور «لا» بعيدًا عن نسبته المئوية فى الصندوق، إلا أن هذا الجمهور هو جمهور فردى بعيدًا عن كيانات حزبية أو تكتلات سياسية، وهو ما يصب فى النهاية إلى أنه حتى وقتنا هذا بعد سنوات من ثورة يناير لم يخرج للنور مجموعة حقيقية من أرضية حزبية تعبر عن رأيها المعارض بوجهة نظر محترمة فى إطار حماية وبناء الدولة المصرية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة