لكل فعل رد فعل، وأيضاً لكل استثمار مردوده التنموى، الذى تُحصد ثماره بأى شكل من الأشكال، فليس من الضرورى أن يكون الحصاد فى صورة أموال وأرباح بشكل مباشر، ولكن، يمكن أن يكون فى صورة حفاظ على أرواح بشرية، وهذا هو ما حصدته الدولة من استثمارها فى الطرق وإمدادها الشبكة القومية للنقل البرى بشرايين جديدة، وهو ما نتج عنه تراجع فى أعداد حوادث السيارات، ومن ثم أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عنها، إذ تراجعت حوادث الطرق على مدار السنوات الخمس الماضية، حتى وصلت نسبة التراجع لأكثر من 45% خلال 2018 مقارنة بعامى 2012 و 2013.
أرقام هامة..
الأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أكدت ارتفاع أطوال الطرق من 176.9 كم خلال العام المالى 16/ 2017 إلى 179.9 كم فى العام المالى 17/2018، بزيادة 3 آلاف كم، وفى الوقت ذاته، وثق الجهاز ضمن أرقاما أخرى، أن عام 2018 شهد تراجعا ملحوظا فى أعداد حوادث الطرق، حيث بلغت 8480 حادث، مقابل 11.098 ألف حادث فى 2017، بانخفاض بلغت نسبته 23.6%، مؤكدا فى بيان رسمى صدر عنه مؤخراً، أن أسباب ذلك ترجع إلى اهتمام الدولة بشبكة الطرق.
جنى ثمار الاهتمام بالطرق وزيادة أطوالها أو رفع كفاءتها، لا يقتصر على تراجع حوادث السيارات فقط، ولكن، نتج عنه أيضاً تراجع أعداد الوفيات وحالات الإصابة، ومن ثم خسائر المركبات التالفة، ففى عام 2018 انخفضت أعداد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق إلى 3087 متوفى، بعد أن سجلت 3747 متوفى فى عام 2017، بانخفاض 17.6%، كما تراجع عدد المصابين إلى 11.803 ألف مصاب، بعد 14 ألف مصاب تقريبا، بانخفاض 15.7%، وتراجعت أعداد المركبات التالفة إلى 13.441 ألف مركبة، مقارنة بـ 17.201 ألف مركبة تالفة فى 2017.
مكاسب أخرى...
نتائج أخرى تُجنى من الاهتمام بالطرق، قد تبدو غير هامة لك كمواطن بشكل مباشر، وإنما هى مهمة فى الحسابات الدولية والتصنيفات العالمية، فعندما ينخفض معدل انتشار الحوادث ومعدل قسوتها، يتراجع تصنيف مصر بقائمة الدول الأعلى والأسوأ فى حوادث الطرق، وهو ما حدث بالفعل، فانخفاض معدل الحوادث خلال الأعوام الماضية، ساهم فى وجود مصر فى المركز الـ 124 عالميا من حيث ارتفاع الحوادث بعد أن كانت فى المركز 109 من بين 180 دولة.
تراجع معدل الحوادث..
وطبقا للأرقام الإحصائية، تراجع معدل الحوادث خلال عام 2018 إلى 23.2 حادث فى اليوم، مقابل 30.4 حادث/ يوم فى 2017، وعلى مستوى أطوال الطرق سواء الطرق السريعة أو الداخلية بالمحافظات، تراجع المعدل إلى 4.7 حادث لكل 100 كيلو متر، بعد أن كان 6.3 حادث/ 100 كم، كما تراجع معدل قسوة الحوادث، حتى وصل إلى 26.2 متوفى لكل 100 مصاب خلال 2018، مقارنة بـ 26.8 متوفى لكل 100 مصاب فى 2017.
التراجع فى أعداد الحوادث على الطرق، لا يقتصر على العام الماضى فقط مقارنة بسابقه، ولكن هو نتاج جهد متواصل من استثمار الدولة فى شبكتها القومية للطرق على مدار السنوات الخمس الماضية، منذ اطلاق مشروع الشبكة القومية للطرق فى منتصف عام 2014، فكلما دشنت الدولة طرقا جديدا ورفعت من كفاءة طرقا آخر، كلما انخفضت الحوادث، وهو ما أثبتته الأرقام بالفعل ووثقه جهاز الإحصاء فى بيانات رسمية له أكدت تراجع عدد الحوادث فى 2018 بنسبة كبيرة عما سجلته الأعوام السابقة لإطلاق الشبكة القومية للطرق وتحديدا عامى 2012 و 2013.
من 2012 لـ 2018.. 45% تراجعا فى حوادث الطرق
وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن الجهاز، سجلت حوادث الطرق فى عام 2012 عدد 15.516 ألف حادث، وفى عام 2013 بلغت 15.578 ألف حادث، متراجعة بنسبة بلغت 45.3% فى عام 2018 عن 2012، وبنسبة 45.6% عن عام 2013، وهذا ما هو إلا انعكاس وحصاد لاستثمارات الدولة فى الطرق، إيمانا منها بأن الطرق هى شرايين التنمية، والتنمية تبدأ بالبشر، لذا وجدت الدولة أن الحفاظ على أرواحهم وسلامتهم وتسهيل انتقالاتهم بأمان هو المكسب الحقيقى والحصاد الأهم، بالتوازى مع توفير بنية تحتية مؤهلة لاجتذاب الاستثمارات.
