دندراوى الهوارى

قطار الزمن لن ينتظر الدول المريضة المتأخرة.. ولا العالم سيهتم بانهيار وضعف بلادك!

الأحد، 10 أكتوبر 2021 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العالم، شبيه بقطار سريع، لا يتوقف لمشكلة، أو حادث، أو تناحر بين مواطنين فى دولة يمر بها مثل القطار الرابط بين دول الاتحاد الأوروبى، وأن كل ما يعنى القطار أن يقطع المسافات ويصل إلى المحطات فى مواعيده المحددة سلفا، فدول العالم المختلفة، وعلى وجه الخصوص، الدول الكبرى، منهمكة بمحاولات إيجاد حلول لمشاكلها، وكيف تحافظ على ترسيخ أمنها واستقرارها وتقدمها وازدهارها، ولا تتحرك لتشاطر دولة من الدول، مآسيها، سوى التى تربطها بها مصالح استراتيجية كبرى.
 
أمن وأمان واستقرار وتقدم وازدهار.. أى دولة من الدول، هى مسؤولية شعبها فى المقام الأول، ومؤسساتها القوية، مع الإدراك بأنه لا يمكن التعويل على العالم، والظن بأنه لن يسمح مطلقًا بهدم استقرار دولته أو انهيارها، أو انتظار نجدة ومساعدة خارجية، عاجلة كانت وآجلة.
 
إن الشعب الذى يغرق فى تفاصيل الأوهام بأن بلاده ذات موقع مميز وفريد من نوعه، ولديه مقومات كبرى، لذلك فإن العالم يهتم به وبأمنه واستقراره وازدهاره، وأنه إذا ما تعرض لهزة اقتصادية أو سياسية واجتماعية عنيفة، سيهب مسرعا لنجدته، فإنما كمن يجرى وراء السراب بحثا عن الماء للنجاة من الموت عطشا، فى صحراء جرداء قاحلة، وممتلئة بالحيوانات المفترسة، والقوارض القاتلة.
 
وبالعودة للتاريخ فى كل عصوره القديمة والحديثة والمعاصرة، ستجد صفحاته تصرخ بأن كل شعب فرط بأيديه فى أمنه واستقراره، وارتكن لتصديق معسول الوعود البراقة، والابتسامات الصفراء للمبعوثين والدبلوماسيين، ومسؤولى المنظمات الدولية، بأنهم سيوفرون لهم الحماية، ويقدمون كل الدعم فى حالة السماح لهم بالتدخل فى الشأن الداخلى لبلادهم، أو التحرك لهدم استقرارهم مثلما حدث فيما يسمى كذبا وزورا وبهتانا ثورات الربيع العربى، لا يلومن إلا أنفسهم، فكل من صدق جنة الديمقراطية، والرفاهية الاقتصادية، من فوق الدبابات الأجنبية، وغارات طائرات الدول المتحالفة، لم يجنوا سوى الخراب والدمار والقتل والموت غرقا وجوعا وتعرضوا لكل أنواع المذلة والمهانة فى خيام الإيواء وشوارع الدول الغريبة.
 
ممكن الدول الكبرى تتكتل وتتدخل لفرض نفوذها فى دولة من الدول تحت زعم حماية إرادة الشعوب، وتنشغل بعض الوقت لتحقيق هدف تفكيك الجيوش والأجهزة الأمنية، لكن سرعان ما تنصرف إلى حال سبيلها والانشغال بقضاياها الداخلية، والعمل ليل نهار على حفظ أمنها واستقرارها الداخلى، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، لمن يفكر مجرد التفكير الاقتراب من أمنها واستقرارها، ونفوذها الاقتصادى، وهيمنتها على ثروات الغير، تاركة وراءها خرابًا، ودمارًا وتمزيقًا، ومصيرًا مجهولًا لشعوب من سقطت بلاده!
وبنظرة فاحصة على الخرائط الجغرافية التى اندلعت فيها أحداث 2011 وما بعدها، تحت تأثير خمر تصديق أبنائها، الوعود البراقة، من العالم المتقدم، بأنهم سيوفرون الحماية، ومظلات النجدة والغوث، والمساهمة فى دفع عجلة التنمية، إنما ساهموا وبأيديهم فى تمزيق خرائطهم، وإطلاق يد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والحركات الخائنة، للعبث بمقدرات بلادهم!
لذلك على الشعوب أن تدرك حقيقة أن العالم عبارة عن قطار سريع، لا ينتظر من يتخلف عن الركب، ولن يهتم بتراجع وانهيار دولهم، لأن كل دولة من الدول المتقدمة، منهمكة بشأنها الداخلى، وأمنها واستقرارها وازدهارها فقط، وأن أمن واستقرار وتقدم وازدهار أى دولة أخرى لن يتحقق إلا بسواعد أبنائها وقوة مؤسساتها فقط.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة