جمعية المهندسين الكيميائيين: تأسيس صندوق الأضرار والخسائر أبرز إيجابيات مؤتمر المناخ

الإثنين، 16 يناير 2023 12:44 م
جمعية المهندسين الكيميائيين: تأسيس صندوق الأضرار والخسائر أبرز إيجابيات مؤتمر المناخ المشاركين في ندوة "الاستدامة البيئية "
كتبت مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المشاركون في ندوة "الاستدامة البيئية" التي احتضنتها جمعية المهندسين الكيميائيبن مساء أمس، على أن أبرز نتائج وتوصيات مؤتمر المناخ cop 27 الذي عقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ، هي إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية جراء التغيير المناخي.
 
وحاضرت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة الأسبق في بداية الندوة، حيث قالت إن القمامة تعد أهم مصادر الاحتباس الحراري ، وأن الدولة المصرية ليست الوحيدة التي تعاني من ملف المخلفات الصلبة بل ان العديد من دول العالم لا تمتلك الإدارة الجيدة لتلك المخلفات ، منوهه إلى أن حريق تلك المواد ينتج عنها عنصر ثاني أكسيد الكربون والكثير من المواد السامة الناتجه عن البلاستيك المشتعل ، بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي تؤثر على الموارد المائية والحياة البحرية.
 
تابعت: من غير المعقول أن يتخلص العالم من نحو ثلث الطعام ويتم هدره في المخلفات، موضحة أن فرنسا قامت بتشريع قوانين تعاقب الأشخاص والمطاعم والفنادق لارتكابهم هذا الفعل، منتقده استخراج البترول واستخدماته الخاطئة التي تتسبب في عدم الاستدامة البيئية، مثل استخدامه في إنتاج عبوات بلاستيكية تحتوي على منتجات ليس لها قيمة بدلاً من استخدامه في أشياء لها أهمية كبرى كالنقل والطاقة والكهرباء .
 
ولفتت إلى أن الصياديين عزفو مؤخراً عن مهنة الصيد واتجهوا إلى صيد البلاستيك من مياة النيل نظراً لعائد الربح الكبير الذي يحققونه من هذة التجارة مقارنة بصيد الأسماك، مشيرة إلى خطورة البلاستيك على الاستدامة البيئية في الوقت الذي يعادل فيه البترول المستخدم  في إنتاج البلاستيك فقط عام 2019 نحو 189 مصنعاً للفحم.
 
واردفت أن الدول المتقدمة مثل أمريكا والصين وروسيا وألمانيا ساهموا بشكل كبير في تدمير الاستدامة العالمية ، وأن الجزر تعد أكثر الدول المتضررة والتي تعاني منذ نحو 20 عاماً، ودائماً ما كانت تنادي خلال مؤتمرات قمم المناخ المختلفة بضرورة تأسيس صندوق لتعويضهم عن الأضرار والخسائر البيئية التي تلحق بهم ، حتى نجحوا في تحقيق مطلبهم خلال مؤتمر المناخ  الذي عقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ، مؤكدة على أن أهم وأكبر إنجازات مؤتمر المناخ الأخير هو تأسيس تلك الصندوق الخاص بالمناطق الأكثر عرضه للخطر في العالم .
 
ووصفت منطقة غابات الامازون بأنها "رئة العالم" لأنها تعد أكبر مناطق العالم امتصاصا للكربون ولذلك لا يجب التعامل مع هذه المنطقة برعونة واستهتار ، موضحه أن تلك الغابات تولد أكبر الأمطار في العالم وأن ما تشهده حالياً من تدمير وحرائق يتعارض مع الاستدامة البيئية ، في الوقت الذي تمتص فيه نحو 123 مليار طن كربون ، وتبلغ مساحتها نحو 6،7 مليون كيلومتر مربع ، وتم هدر نحو 18 % من الغابه في عام 1970 بينما كان عام 2021 اكثر الأعوام دماراً نتيجة سياسة الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو وإبرامه عقود مع مختلف الشركات العملاقة للتخلص من الغابات بأسرع وقت ممكن.
 
واستهل المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق ورئيس الجمعية حديثه موضحاً أن كل شئ له مخاطره وان سوء استخدام الموارد قد يسبب العديد من المشكلات ، تماما مثل الدواء فإذا ذادت جرعته يمكن أن تؤدي إلى الوفاة ، فالمشكلة ليست في استخدام الموارد ولكن في الاستخدام الرشيد لها حتى وإن كانت متجدده .
 
تابع : للبترول أهمية في صناعات أخرى غير البلاستيك ، موضحاً أن نحو ٥٥% من استهلاك الوقود على مستوى العالم يذهب إلى النقل البحري الذي لا يتوافر له بديل حتى الآن ، في الوقت الذي لا نستطيع فيه تشغيل سفينة بسرعة الرياح مثلما كان يحدث في الماضي لأن السفن حالياً تبلغ حمولاتها نحو نصف مليون طن ومليون طن ، وأيضاً لا نستطيع الحديث عن طائرة تعمل بالسولار في الوقت الحالي .
 
ونوه إلى إن القائمين على إدراة منظومة صناعة البلاستيك هم المسؤولين عن معظم الأمراض السرطانية الناتجه عن تلك الصناعة وليس الصناع ، منوهاً إلى أن الدول الصناعية الكبرى أصابت العالم بأضرار بالغة على مدار نحو 100 عام ، مشيراً إلى أن 80% من فقراء العالم باتوا مطالبين بدفع فاتورة ال 20% من الأغنياء الذين أفسدوا العالم.
 
واضاف أن مهنة الطب السامية لا تخلو من الآثار السلبية السيئة ، في الوقت الذي تعد فيه المخلفات الطبية اخطر المخلفات المتواجدة على القائمة السوداء ، لافتاً إلى أن نحو 430 مليون حقنة طبية يتم إعادة استخدامها بطريقة غير آمنه ، وبالتالي فإن القضية لا تقف عند صناعة أو مهنة بعينها ولكن تقف عند إدارة تلك الصناعة.
 
من جانبه قال الدكتور مصطفى هدهود أمين عام الجمعية أن البترول والغاز لعبا دوراً هاماً في الاستدامة البيئية  ، ويجب أن يكون هناك مزيجاً بين المصادر الطبيعية والصناعية خاصة في الوقت الذي نشهد فيه صراعاً بين تصنيع المنتجات من الزراعة وتصنيع المنتجات الصناعية من البترول والغاز مثل الآلياف والأسمدة ، لافتاً إلى أنه منذ نحو مائة عام كانت الألياف الطبيعية كالقطن والكتان والحرير والصوف هم المستخدمين الأساسيين في العملية الصناعية ، ولكن مع مرور الوقت وارتفاع نسبه الزيادة السكانية مقابل تراجع الرقعة الزراعية أدى إلى الاعتماد على الألياف الصناعية بنسبة 80% من الاستهلاك العالمي ، فيما يتم استخدام نحو 25% من الألياف الطبيعية .
 
يذكر أن فعاليات الندوة تضمنت البدء بكلمات المتحدثين المأطرة للخطوط العريضة للنقاش ثم الاستماع لآراء الحضور الممثل لرؤى وأفكار الصفوة المثقفة والمتخصصة في مختلف الأصعدة ثم تعقب المنصة على ما جاء في هذه المداخلات، الأمر الذي من شأنه تحقيق أعلى درجات الشمولية لمخرجات الندوة ويزيد من قابليتها للتطبيق كما يثري الكم المعرفي الذي يتلقاه الحاضرين، ويعطي صورة عامة لدى صانع القرار في هذا الصدد عن ما يذهب إليه المفكرون.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة