دندراوى الهوارى

من شعب مصر للعالم: لن تلوث أقدام طامع أو محتل أرض سيناء الطاهرة

السبت، 21 أكتوبر 2023 11:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تاريخيا، وحاضرا، ومستقبلا، يعى كل مصرى ومصرية، أن سيناء البوابة الأهم للأمن القومى المصرى، وأن فكرة التفريط فى حبة رمل واحدة من رمالها الطاهرة المعبقة بالدماء النقية، لا يمكن أن تقترب من ذهن طفل مصرى، قيد أنملة، وأنها مجرد أضغاث أحلام، ووهم يعيش فيه كل خائن وطامع، ومستعمر.
ولمن لا يعرف - عن جهل، أو متعمدا - أن عقيدة المصريين الراسخة، والتى لم تزحزحها عوامل تعرية الزمن ومِحنه، على مدار ما يقرب من 6 آلاف عام، أن «الأرض عرض وشرف» وأن فكرة التفريط فى سنتميتر واحد، عار لا يمحيه الدم، فلا يمكن الآن أن يجبرنا - كائن من كان - على التفريط فى قبضة من رمال سيناء الطاهرة المتعطرة بدماء أشرف أبنائها.
 
سيناء، البوابة الشرقية للأمن القومى المصرى، تكسرت على أعتابها كل مؤامرات الطامعين، منذ الملك مينا، مؤسس الأسرة الأولى، عندما كان يُغير الأسيويون عليها، ومرورا بمطاردة الملك الثائر حورس، لأسوأ من احتل مصر قديما الهكسوس، وأغرقهم فى بحور التيه ما يقرب من 40 سنة.
لكن هناك 4 معارك فارقة فى تاريخ مصر وأيضا الأمتين العربية والإسلامية، دارت رحاها على أرضها، ويجب الآن التذكير بها، تأسيسا على قول المولى عز وجل فى كتابه العزيز (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
 
المعركة الأولى، عندما قاد صلاح الدين الأيوبى جيشا قوامه من المصريين، وطارد الصليبيين، وانتصر عليهم فى معركة حطين عام 1187 ميلادية.
المعركة الثانية، عندما قاد سيف الدين قطر، جيش مصر، لإيقاف توغل المغول بقيادة «كتبغا»، والذين أحرقوا الأخضر واليابس فى البلاد الإسلامية، من العراق لسوريا، وقرر مواجهتهم فى سيناء وانتصر عليهم فى معركة عين جالوت فى 25 رمضان الموافق الثالث من سبتمبر عام 1260 ميلادية، وتصنف المعركتان كأبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى!
 
المعركة الثالثة، فى العاشر من رمضان، الموافق 6 أكتوبر عام 1973 عندما سطر الجيش المصرى نصرا عبقريا وعبور أقوى مانع مائى فى التاريخ الحديث، واستطاع استرداد سيناء.
 
المعركة الرابعة، هى الأخطر فى ظنى وتقديراتى، عندما خاض الجيش المصرى الحرب الشاملة سيناء 2018 لتطهير تراب ورمال أرض الفيروز من دنس الإرهاب الأسود، الباحث عن تحويل سيناء إلى إمارة إرهابية، ترتفع فيها رايات التكفير السوداء، وتنطلق منها كل العمليات الإرهابية ليس للداخل المصرى فحسب، ولكن لكل الجيران، ولن تتمكن أو تنعم جارة واحدة بالأمن والاستقرار، وستعيش ويلات القلق والرعب، والقتل والتفجير، وما يستتبعه من تراجع فى التنمية وانهيار اقتصادى، وتصير سيناء مصدرا قويا وفاعلا لتصدير عناصر إرهابية لقلب أوروبا، وتهدد مصالح الدول الكبرى فى كل مكان.
إن التاريخ يؤكد فى كل - عصوره المختلفة - أن مصر، وفى القلب منها سيناء، عصية على الاستسلام والسقوط، وأن هناك رجالا يدافعون عن مقدرات وطنهم، وحمايته من الأعداء وقوى الشر، وتسيل دماؤهم لتروى ثرى سيناء، فتنبت السلام والأمان.
 
خروج المصريون أمس الجمعة فى الميادين، للإعلان بوضوح، أنهم يرفضون ما يحدث فى غزة من عدوان بربرى، وحشى، لم يرحم آلام الأطفال والنساء والشيوخ، فى المستشفيات، ولم يحرك فيه ضميرا لمتعبد وناسك فى الكنائس، ويرفضون التهجير القسرى، وتصفية القضية الفلسطينية، لتغيير الخريطة الجغرافية، ثم والأهم، أعلنوا - وبأصوات حناجرهم الصاخبة، الممتزجة بمشاعر الدعم المطلق - التفويض بمداد الدم، للدولة المصرية، متمثلة فى قيادتها، ومؤسساتها العسكرية، للوقوف أمام مخططات النزوح لسيناء، مهما تكلف وتكبد الأمر.
 
التلاحم الشعبى ورسمى، خلف القيادة السياسية، ترجمة حقيقية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبوبكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة»
 
تحيا مصر، شعبا وقيادة، وأرضا ومقدرات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة