دندراوى الهوارى

لا غرابة فى إبادة غزة.. أمريكا أبادت الهنود الحمر ودمرت هيروشيما والعراق.. عقيدة الخراب ثابتة!

السبت، 18 نوفمبر 2023 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عدسة تكبير الصورة، والرؤية والتقييم بالأبعاد الثلاثية «Three dimensions» وبقراءة الأحداث بتريث، وربط بعضها ببعض، مع الاستحضار الدائم لكتالوج التاريخ، تتكشف تفصيلات صغيرة، كقطع البازل، بتركيب عدد كبير منها تشكل لك صورة واضحة لكل ذى عينين، ولا تحتاج لقريحة العباقرة فى فهمها وتفسيرها وشرحها.
 
وبتوجيه العدسة صوب غزة، ليس لرؤية حجم الدمار والقتل الوحشى للأطفال والنساء، ولا إبادة الحرث والغرس، وكل وسائل الحياة، وإنما لرؤية قطع البازل الصغيرة وتركيبها لتشكيل صورة حقيقية مكبرة، تتصدرها أمريكا، الداعم الأكبر بالمال والعتاد والجيوش والحشود السياسية والدبلوماسية لإضفاء الشرعية على هذه الإبادة الوحشية الإسرائيلية البربرية، تحت شعار «حق الدفاع عن النفس»، وشرح الصورة وفق كتالوج التاريخ، يعيد أذهان العالم إلى الوراء ما يقرب من ثلاثة قرون، عندما قررت أمريكا تأسيس دولتها، فكانت على أشلاء ودماء شعب الهنود الحمر فى إبادة وحشية، ومأساوية، مثلما يحدث الآن فى غزة.
 
وكتالوج التاريخ عصف بالأذهان وأعاد بالذاكرة أيضا، إلى إبادة الشعب اليابانى فى هيروشيما ونجازاكى نوويا، ومحاولة إبادة فيتنام بالأسلحة الكيميائية، وساهمت فى زرع إسرائيل وترسيخ وجودها لتكون شرطى المنطقة، تعاقب به من يرفع راية العصيان، وتضرب به من ينحرف عن مسار الطاعة العمياء. 
 
ثم وظفت أحداث 11 سبتمبر لتفكيك أفغانستان، ومن بعدها العراق، ثم استحدثت عاصفة إبادة فى 2011 وأطلقت عليها «الربيع العربى» لتفكيك الوطن العربى بأكمله، دون استثناء، ومن ثم إعادة رسم الخرائط من جديد وفق مشروعها الاستعمارى الشرق الأوسط الكبير، الذى طرحته فى 2004 أمام دول الثمانية الكبار، للسيطرة على مقدرات وثروات الشعوب، تحت شعارات الكذب والخداع «الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان».
 
ونجحت فى تفكيك العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ونجت مصر والبحرين وتونس بمعجزة، إلا أن المخطط قائم وراسخ فى أذهان وخزائن وأدراج الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والهدف الرئيسى النَّيل من مصر «الشوكة» التى تقف فى «زور» المخطط وتمنع «بلع» المنطقة فى «كرش» أمريكا بالدرجة الأولى. 
 
نبذة مبسطة للغاية، عن عقيدة «الإبادة» المستوطنة «جينات» و«عقيدة» أمريكا منذ التأسيس، وحتى حرب «إبادة غزة» دون رحمة أو شفقة، ومستخدمة أقوى أدواتها السياسية والدبلوماسية القائمة على الخداع وازدواجية المعايير والكيل بمائة مكيال للمواقف المتشابهة، وفق المصلحة، واندثار الشرف؛ وهناك نموذجين واضحين لفاقدى نعمة البصر قبل المبصرين، شارحين لهذه الإزدواجية، والاستعانة بهما، لأنهما موثقان صوتا وصورة، فى زمن التوثيق.
 
  الأول: خرج أنتونى بلينكن، وزير خارجية أمريكا الحالى منذ شهور بتصريحات غاضبة وعنيفة ضد ما أسماه قصف روسيا للمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه فى أوكرانيا، واعتبرها عدوانا ضد الإنسانية، وبما أن أمريكا تنصب نفسها المتحكمة فى مصير كوكب الأرض، والمالكة الحصرية لمفاتيح الحل والربط فى العالم، والحارسة على منح حقوق الإنسان، فإنها تدين ذلك العدوان الآثم!
 
الثانى: نفس الوزير وياللعجب! يخرج بتصريحات بعد 7 أكتوبر الماضى ومستمرة تصريحاته حتى الآن يؤيد فيها ويدعم إسرائيل فى حربها البربرية على غزة، ويعتبر قصف وتدمير المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والوقود ومنع دخول أبسط المعونات التى تُبقى «البنى آدمين» على قيد الحياة، فى غزة، حق الدفاع عن النفس! 
 
التصريحان المتناقضان، لا يبرزان فقط، سقوط قيم امريكا الأخلاقية فى وحل الكذب والخداع، وإظهار الوجه البربرى الحقيقى، وانقراض الضمير الإنسانى من صدور الإدارات الأمريكية والغربية، ودوائرهم السياسية، وإنما أعادا الذاكرة للوراء إلى ما يقرب من ثلاثة قرون، حيث الماضى السيئ عند تأسيس أمريكا على دماء وأشلاء الهنود الحمر؛ ثم تدمير هيروشيما ونجازاكى، وتبنيها - حديثا - سياسة التدخل السافر فى شؤون الأوطان الداخلية، فخاضت حربا غير أخلاقية فى فيتنام، وساهمت فى زرع الكيان الصهيونى فوق الأراضى الفلسطينية، ودمرت العراق وفككت مؤسساته الأمنية، وخططت لعاصفة ما يطلق عليه كذبا وبهتانا «الربيع العربى» فى 2011 لتدمير الجيش السورى، وإسقاط اليمن وليبيا والسودان ولبنان، فى مستنقع الدول الفاشلة، بفعل فاعل!
الإبادة إسلوب حياة فى دستور وعقيدة أمريكا، وذيولها!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة