دندراوى الهوارى

يسألون عن «سر» قوة القرار المصرى.. والإجابة فى «سر» خلطة المعادلة

الإثنين، 27 نوفمبر 2023 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت من هؤلاء الذين يحملون فى قلوبهم كراهية وحقدا دفينا - لمجرد الكراهية - للدولة المصرية، فأنصحك بألا تقرأ هذا المقال، وإذا كنت من هؤلاء الداعمين أو المتعاطفين لجماعات وتنظيمات وكيانات عقيدتها الخراب والدمار، فأنصحك أيضا بعدم قراءة المقال، وإذا كنت من هؤلاء الذين يبحثون فقط عن الانتصار لوجهة نظرهم بكل الأشكال والصور، أو الذين يفرضون إرادتهم بالقوة، أو المنصبين أنفسهم مالكين حصريين للمعرفة والخبرة، فمن الطبيعى أن أنصحك بعدم قراءة المقال، أما إذا كنت من الذين يعلون شأن أدوات العقل والمنطق، والانتصار للحق والعدل، والزهو والفخر بمواقف وطنك، فهذا المقال لك.
 
بالعودة للوراء فإن صفحات التاريخ سطرت أن مصر فى الأزمات والملمات الكبرى، كانت حاضرة بقوة، حيال القضية الفلسطينية، لكن - ومنذ السابع من أكتوبر الماضى، وحتى كتابة هذه السطور - فوجئ الشارع العربى بالموقف المصرى القوى والمؤثر الرافض فعلا وقولا، للمجازر البربرية والوحشية التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون فى غزة على يد الكيان المحتل، وتساءلوا عن السر وراء قوة وتأثير الدولة المصرية فى القرار الإقليمى والدولى.
 
الإجابة ببساطة وسهولة تكمن فى خلطة معادلة أرقامها واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، وهى النضج والمهارة والحنكة والقدرة المتميزة على قراءة الخرائط، وأوراق ملفات المنطقة الساخنة منها قبل الباردة، ووضع الخطط الخاصة بكل ملف، علاوة على التريث الرشيد، والقدرة على ضبط النفس وعدم الانزلاق فى معارك جانبية تعيق كل تطور وتقدم، ثم خوض معارك النفس الطويل، بوعى وحسابات منطقية عاقلة، ورؤية وبصيرة فى قراءة الواقع قبل وأثناء وبعد 30 يونيو 2013.
 
وما كان لهذه المعادلة السياسية والاستراتيجية أن تحقق نجاحا وبهذا الشكل المذهل، إلا بعد النجاح الأكبر والأهم داخليا، بدءا من إعادة الأمن والاستقرار، واستعادة هيبة الدولة بعد سنوات من الفوضى الخلاقة، ومرورا بإزالة كل المعوقات والتحديات الصعبة، واعتبار أن الوقت جزء جوهرى من الحل، بجانب أن قوة عضلات إرادة النظام والشعب، معا، فى إعلاء فضيلة الصبر والنفس الطويلة، أتت كل الثمار الطيبة.
 
فالنظام الذى يستطيع أن يحبط مخطط وصول بلاده إلى حافة الاحتراب الداخلى، الذى كانت تقوده أخطر التنظيمات الإرهابية، المتدثرة بعباءة الدين، وأن يضع حدا للتدخل الخارجى والعبث بمقدرات الشعب المصرى، وأمنه القومى الذى كان مباحا ومنتهكا، ويطفئ النار المشتعلة فى المحاور الاستراتيجية الأربعة، فهو نظام يجبر أعداءه قبل أصدقائه على احترامه وتقديره.
 
النظام الذى يقود بلاده من شبح الانهيار إلى الأمن والاستقرار، والسير فى ركب الدول ذات الثقل السياسى والعسكرى، وأن تصبح الرقم الأهم فى معادلة القوة والتأثير إقليميا ودوليا، وترسم الخطوط الحمراء، لاتى لا يستطيع كائن من كان تجاوزها، فهو نظام يحوز على كل درجات الإعجاب والانبهار. 
 
انطلاقا من هذه المسلمات، فإنه لا عجب من أن تظهر مصر بوجهها الحقيقى القوى المؤثر رغم أنف كل حاقد وكاره وحاسد، وتسخر قوتها هذه فى خدمة وصيانة أمنها القومى، والدفاع عن قضايا أمتها العربية، بشرف وإباء وكبرياء، مع الاعتراف المتجرد الصادق أن الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، أثبت قدرته وبراعته فى إدارة معارك النفس الطويل، وتدشين نظرية الصبر الاستراتيجى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة