دندراوى الهوارى

مصر تمتلك كنزا يملأ خزائنها بمليارات الدولارات سنويا.. فهل نستغله فى 2024؟!

السبت، 30 ديسمبر 2023 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن نعيد كلاما مكررا من عينة أن مصر عائمة فوق بحر من الآثار، تمثل مختلف العصور، بدءا من العصور الفرعونية ثم اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية والحديثة، فى تنوع عظيم، يؤكد أن مصر دولة التصق وجودها على الأرض بوجود الكون، وأن المصرى القديم سبق عصره وسطر حضارة فريدة، كشفت عن تقدم وازدهار فى مختلف المجالات. 
 
ولن نتحدث عن أن السياحة «دجاجة تبيض ذهبا»، وتعد قاطرة التنمية للدول، وأن مصر تتمتع فعليا بمقاصد سياحية لا تتمتع بها دولة أخرى فى العالم، وأن الحضارة المصرية تلهب عقول البشر من كل الجنسيات!
 
ولن نتحدث عن السياحة التى صارت صناعة كبرى، تدر أرباحا خيالية، وهناك دول لا تتمتع بأى مقصد سياحى ذى وزن تاريخى أو دينى أو ترفيهى، مقارنة بأى مقصد سياحى فى مصر، ومع ذلك استطاعت أن تستولى على جزء مهم من كعكة مداخيل السياحة.
 
لكن سنتحدث ونضع اليوم أمام الحكومة بشكل عام، ووزارة السياحة والآثار، على وجه التحديد، حقائق مؤكدة، ومعلومة بالضرورة، وهى السياحة الدينية، التى إذا ما استُغلت ورُوِّج لها بشكل احترافى، فإن مصر ستستقبل ملايين السائحين سنويا، وبشكل دائم.
 
مصر أنعم الله عليها، بتعدد وتنوع سياحى فريد، ما بين الثقافى والدينى والعلاجى والترفيهى، بجانب إمكانياتها فى توظيف «الديكور الطبيعى» مثل الأهرامات والمعابد، والمدن الساحلية المبهرة، القادرة على استقبال الفعاليات والأحداث والمؤتمرات على أراضيها بما لا ينافسها أحد.
 
انطلاقا من هذه الحقائق، فإنه يحدونا الأمل، مع بداية عام 2024 أن تعيد الحكومة ترتيب أفكارها وتضع فى مقدمة أولوياتها، وبخطوات سريعة وحاسمة، تحويل مكان إقامة السيد المسيح إلى مزار سياحى دينى عالمى، كبداية، ثم تحديد أماكن إقامة أنبياء الله موسى ويوسف، وتحويلها لمزارات دينية كبرى، فى وقت لاحق.
 
تخيلوا، تحويل مكان إقامة السيد المسيح فى جبل قسقام، حيث شُيّد فيما بعد فى هذا المكان دير العذراء مريم فوق أول مذبح حجرى فى المسيحية ويسمى «دير المحرق»، إلى مزار سياحى دينى كبير، حيث وفقا للمصادر القبطية، أقامت العائلة المقدسة هناك ما يزيد على ستة أشهر، والاهتمام الكبير بتطوير المكان وتوسيعه، وتدشين مشروعات سياحية حوله من فنادق وطرق والاهتمام واستثمار الاحتفالات الدينية المحلية، بنقلها للعالمية، تخيلوا لو نجحنا فى ذلك، كم زائر سيحج إليه سنويا؟ وكم العائدات الدولارية التى ستتدفق على خزائن الدولة؟ لن نبالغ إذا قلنا مليارات.
 
وهنا، سأحاول نزع حجج الحكومة ممثلة فى وزارة السياحة والآثار، وأخذها من التعميم إلى التخصيص، فحجة الحكومة أنها تعمل على طريق العائلة المقدسة، وهناك صعوبة كبيرة للانتهاء منه، وهو كلام عام، مردود عليه بأنها تلجأ للتخصيص، وهو الاهتمام بما هو متاح، مكان إقامة السيد المسيح 6 أشهر وعشرة أيام كاملة، وأنه يضم أول مذبح حجرى فى المسيحية، كان يجلس عليه السيد المسيح وهو طفل، ووضع خطة بسردية دينية كاملة عن طقس الحياة اليومية للعائلة المقدسة، كيف كانت تتعبد، وكيف كانت تعيش، وتأكل وتشرب وتنام ومن أين تأنى بحاجتها، وظهور ملاك الرب ليوسف ليأمره بالعودة لبيت لحم.
 
تخيلوا، مصر تمتلك مكانا عاش فيه السيد المسيح وعائلته المقدسة، ومذبحا حجريا جلس عليه يسوع طفلا، ويعد الأقدم فى الديانة المسيحية، وغير موظف التوظيف الذى يستحقه عالميا، واعتباره مزارا دينيا فريدا من نوعه، ولا مثيل له، ويمكن أن يكون قبلة السياحة الدينية عالميا، بكل سهولة، فالأمر يحتاج فقط إرادة، والاستعانة بخبراء فى السياحة الدينية، وقدرة على الترويج، بشكل علمى واحترافى، وتنظيم رحلات لرجال دين مؤثرين عالميا، واستثمارها فى كل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، التقليدية منها والحديثة.
 
 جبل قسقام حيث يوجد حاليا «دير المحرق» هو من أهم وأبرز وأقدس المحطات التى استقرت فيها العائلة المقدسة، لدرجة أنه يلقب بـ«بيت لحم الثانى»، ويقع الدير فى سفح الجبل الغربى المعروف بجبل «قسقام» ويبعد نحو 12 كيلومترا، غرب بلدة القوصية التابعة لمحافظة أسيوط، وعلى بعد 327 كيلومترا، جنوب القاهرة، ومكثت العائلة المقدسة نحو سته أشهر وعشرة أيام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد هيكلا لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من الدير، ومذبح هذه الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح.
 
رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، محط اهتمام كبير من المواطن المتدين العادى إلى رجال الدين والمؤرخين والمبدعين من شعراء ورسامين، الدليل أن هناك لوحة فنية بعنوان «الرحلة إلى مصر» للفنان البريطانى إدوين لونج رسمها عام 1883، تبرز الشخصيات الأساسية وهى القديس يوسف، والعذراء مريم تحمل يسوع طفلا، يدخلون مصر بعد الفرار من بيت لحم.
 
ناهيك عن الكتب والمراجع والأبحاث ورسائل الدكتوراه التى تسرد قصة إقامة السيد المسيح فى مصر، فما بالنا ومصر تمتلك أيضا مكان إقامة نبيَّىّ الله موسى وبوسف، والجبل الذى تجلى فيه الله للنبى موسى، فهل تتحرك وزارة السياحة والآثار مع بداية 2024 للاستفادة من هذا الكنز العظيم؟
 
.. وللحديث بقية.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة