وضع الفنان الفلسطينى سليمان منصور على عاتقه القيام برحلة تستغرق ساعات بين منزله في القدس والاستوديو الخاص به في رام الله حيث قام الرسام الفلسطيني بتوثيق شعبه وأجداده وأرضه وكفاح الشعب الفلسطينى من أجل التحرير لأكثر من نصف قرن.
وقال منصور لموقع Hyperallergic: “أي شيء فلسطيني، حتى مجرد التواجد هنا والتنفس والتفكير، هو أمر حساس بالنسبة للإسرائيليين لأنهم بنوا روايتهم حول إنكار وجودنا إن عملنا ليس كرسامين فحسب، بل كمثقفين - في الثقافة وفي كل شيء - هو التعبير عن أننا هنا."
وعلى مر السنين، قام سليمان منصور بتأريخ تاريخ المقاومة الفلسطينية التي استمرت ستة عقود واليوم، أصبحت لوحات الفنان البالغ من العمر 76 عامًا ومنحوتاته ورسومه الكارتونية أكثر تأثيرًا وإلحاحًا من أي وقت مضى حيث تجسد دراساته المثيرة للحياة اليومية حزن الاحتلال، فضلاً عن صمود مجتمعه الدائم .
في بعض الأعمال، تؤطر الهالات رؤوس الأشخاص؛ وفي حالات أخرى، تُقيّد أيديهم بالحبال خلف ظهورهم وتحتضن النساء الأطفال أو مهد رموز الأرض: البرتقال، وأشجار الزيتون، والحمام بينما تقوم بعض المناظر الطبيعية بإرجاع الزمن إلى الوراء، وتظهر تضاريس فلسطينية طبيعية قبل أن يمحوها المستوطنون الإسرائيليون في أواخر الستينيات.
وقال منصور عن مسقط رأسه، بيرزيت، وهي قرية صغيرة شمال رام الله: “يمكنك أن ترى ذلك في لوحاتي”، ويتذكر أوقات الظهيرة التي كان يسبح فيها في الينابيع الطبيعية على خلفية خضراء من أشجار الزيتون والتين التي كانت تصطف على جانبي التلال قائلا: "العيش في تلك المنطقة خلال الصيف والربيع، كان بمثابة الجنة."
والآن اختفت حدائق بيرزيت ذات الشرفات الحجرية، وبقيت محفوظة في لوحات منصور كناية عن الاحتلال ورمزاً للماضي. ما تبقى من المناظر الطبيعية متهالك، يشبه الغابات، ومليء بالأعشاب الضارة (تمنع الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين من جلب الآلات الثقيلة اللازمة لصيانة بساتين الزيتون التي كانت المصدر الرئيسي لدخلهم).
وفي غزة، تتكشف مأساة أكثر إلحاحا - فقد قُتل أكثر من 15900 شخص وأبادت أحياء بأكملها بسبب القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر حيث قال منصور: "هناك خطر في الجو في غزة، القصف العسكري متواصل؛ وفي الضفة الغربية المحتلة، عنف المستوطنين متزايد".
احدى لوحات سليمان منصور
