هل تسقط أمريكا فى دوامة حرب أهلية؟.. صحف ترسم سيناريو الأزمة.. نيويورك تايمز ترصد دعوات "سحل بايدن" بسبب محاكمة ترامب.. مؤرخ فرنسي يتوقع صداما مفتوحا.. وجارديان تحذر من 400 مليون قطعة سلاح فى أيدى الأمريكيين

الثلاثاء، 04 يوليو 2023 01:00 ص
هل تسقط أمريكا فى دوامة حرب أهلية؟.. صحف ترسم سيناريو الأزمة.. نيويورك تايمز ترصد دعوات "سحل بايدن" بسبب محاكمة ترامب.. مؤرخ فرنسي يتوقع صداما مفتوحا.. وجارديان تحذر من 400 مليون قطعة سلاح فى أيدى الأمريكيين الرئيس الأمريكى جو بايدن
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وتيرة متسارعة للأحداث، ومعركة انتخابية بدأت مبكرا.. وفى صفوف الأنصار مشاعر مختلطة ما بين غضب مكتوم، وشعور متزايد بالاستهداف، وتحذيرات متتالية من الوصول للحظة "الانفجار".. بهذه العبارة يمكن تلخيص المشهد داخل الولايات المتحدة التى تقترب يوماً تلو الآخر من انتخابات ربما تكون الأشرس فى التاريخ الأمريكى بطلها الرئيس الحالى، الطامح فى الفوز بولاية ثانية جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، الذى يحلم بالعودة من جديد إلى البيت الأبيض، برغم ما يواجهه من ملاحقات قضائية تتفاقم بشكل مستمر.

احتدام الخلافات بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى من جهة، وبين أنصار ترامب ومعارضيه داخل أروقه الحزب الجمهورى نفسه، وكذا بين بايدن والمعارضين لفكرة ترشحه من رموز الديمقراطيين، دفع العديد من الخبراء والمختصين من داخل وخارج الولايات المتحدة للتحذير من أن البلد الذى طالما كان نموذجا للديمقراطية وتداول السلطة بات قاب قوسين أو أدنى من الحرب الأهلية، خاصة فى ظل ارتفاع تكاليف المعيشة داخل البلاد، ومعاناة الأسر الأمريكية من رواسب الآثار الاقتصادية لإغلاقات كورونا التى لحقت بها آثار الحرب الأوكرانية التى فشلت واشنطن فى حسمها لصالح كييف على مدار ما يزيد على عام ونصف العام.

 

نيويورك تايمز ترصد "خطاب العنف"

التحذير الأول، كان على صفحات "نيويورك تايمز" الأمريكية التى خرجت بتقرير مطول بعد مثول ترامب أمام القضاء فى ميامى، وقالت أن ردة فعل أنصار الرئيس السابق وتهديداتهم أثارت مخاوف الخبراء، حيث اعتبروا أن لائحة الاتهام بمثابة "إعلان حرب"، وأطلق العنان لدعوات عنف وانتفاضة مما أثار قلق المراقبين.

 

ورصدت الصحيفة منشورات على منصات التواصل الاجتماعى وتعليقات عامة من مقربى ترامب، بمن فيهم أعضاء فى الكونجرس، صوّروا الاتهامات بأنها إعلان حرب، وطالبوا بالانتقام، مشيرين إلى أن معظم قاعدته هم من حملة السلاح.

وحذر خبراء العنف السياسى من أن الهجمات ضد أفراد أو مؤسسات تصبح ممكنة عندما تصدر شخصيات سياسية منتخبة ورموز إعلامية، تهديدات بدون خوف من المحاسبة، واستشهدت الصحيفة بما حدث فى اقتحام الكونجرس ليلة 6 يناير، بعد تغريدة ترامب فى ذلك اليوم بأن "التجمع سيكون متوحشا".

واستعرضت الصحيفة سلسلة من التغريدات والمنشورات التى حملت طابع تحريضى قبل وأثناء مثول ترامب أمام القضاء، ففى تغريدة كتبها النائبُ الجمهورى عن أريزونا، أندى بيجز، قال: "العين بالعين"، وفى جورجيا، أكدت كارى ليك، من تجمع الجمهوريين والتى رفضت الاعتراف بهزيمتها فى انتخابات حاكم ولاية أريزونا عام 2022، أن أنصار ترامب هم من حملة السلاح. وقالت: "لدى الليلة رسالة لغارلاند ميريك وجاك سميث وجو بايدن والرجال فى الإعلام المزيف، عليكم الاستماع جيدا، وهذه رسالة لكم، لو أردتم الوصول لترامب، فعليكم الوصول إليه من خلالى ومن خلال 75 مليون أمريكى مثلى. وأريد إخباركم أن معظمنا لديه بطاقة العضوية فى أن أر إى، فى إشارة لجمعية البنادق الوطنية. وقالت كاري: "هذا ليس تهديدا، ولكنه إعلان عام".

ونقلت الصحيفة عن علماء العنف السياسى قولهم أن اللغة التهديدية التى تصدر عن شخصيات مهمة، تصبح جزءا من خطاب العنف، ولم يتم الحد منها، حتى ولو لم تؤد إلى عنف جسدى. وقالت المسؤولة السابقة فى وزارة العدل مارى ماكورد: "حتى هذا الوقت، لم تتم محاسبة الساسة الذين استخدموا خطابا دفع الناس للعنف.. وحتى يحدث ذلك، فهناك رادع قليل لمنع استخدام هذا النوع من اللغة".

وقد استخدم رموز فى اليمين المتطرف، لغة أكثر تخويفا. ففى برنامج بيت سانتيلى، أعلن المحرض المحافظ، أنه لو كان قائدا لقوات المارينز، لأمر "كل جندى للإمساك بالرئيس بايدن ورميه مقيدا بقيود بلاستيكية فى شاحنة بيك أب وسحبه من البيت الأبيض".

وقال أحد ضيوفه، لانس ميلياتشيو، إنه لو كان محاميا ولديه منفذ، لقام "على الأرجح بالمضى وإطلاق النار" على رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مايك ميلى، والذى اعتبره ترامب واحدا من أعدائه.

 

مؤرخ فرنسى يحذر من سيناريو كارثي

ومن خارج الولايات المتحدة، كان التصعيد الأمريكى ـ الأمريكى محور مقال كتبه المؤرخ الفرنسى ران هاليفى لصحيفة لوفيجارو، والذى قال أن المصاعب القانونية غير المسبوقة فى التاريخ الأمريكى التى يواجهها الرئيس السابق والمرشح لانتخابات عام 2024، دونالد ترامب، يمكن أن تؤدى إلى تفاقم الاستقطاب الذى يمزق الأمريكيين، وقد يصل إلى حرب أهلية جديدة.

وأوضح هاليفى الذى يدير مركز الأبحاث فى المركز الوطنى للبحث العلمى الفرنسى أن محاكمة ترامب إذا ما انتهت بالإدانة وهى واردة بشدة، فإن الأجواء فى الولايات المتحدة ستكون مهيئة لاستقطاب حاد، حيث يعتقد 80% من الديمقراطيين أن الجمهوريين يشكلون تهديدا للبلاد ويعتقد مثلهم من الجمهوريين مثل ذلك بالنسبة للديمقراطيين.

وبحسب مقال المؤرخ الفرنسى، فبمجرد أن وجهت التهم، اعتبر ترامب أن الأمريكيين الطيبين هم المستهدفون من خلاله بمهزلة العدالة هذه، قائلا "إذا حصل هؤلاء الشيوعيون على ما يريدون، فلن ينتهى الأمر بى، بل سيكثفون اضطهادهم للمسيحيين والنشطاء المحبين"، وأضاف متحدثا عن الرئيس جو بايدن "يحاول الرئيس الفاسد المحاط بالبلطجية وغير الأسوياء والماركسيين تدمير الديمقراطية الأمريكية".

 

جارديان تحذر من 400 مليون قطعة سلاح

وفى بريطانيا، طرحت صحيفة جارديان سؤالا شائكاً : "ماذا سيفعل أنصار ترامب حال إدانته ؟"، وذكرت باقتحام أنصاره مبنى الكابيتول عند هزيمته فى انتخابات الرئاسة. وأشارت إلى انتشار تهديدات ودعوات إلى الحرب الأهلية على وسائل التواصل الاجتماعى التى يستخدمها أنصار الرئيس السابق.

ورأت الصحيفة فى تقرير لا أنه رغم عدم تحقق التكهنات حول تهديد الديمقراطية الأمريكية بعد انتخابات 2020، فإن نتائج أبحاث من العام الماضى أظهرت أن أكثر من اثنين من بين كل خمسة أمريكيين، يعتقدون أن الحرب الأهلية ستكون على الأقل احتمالية إلى حد ما خلال العقد المقبل.

وقالت الصحيفة البريطانية فى تقريرها أن الدولة منقسمة بشكل متزايد وتزداد تسليحاً أيضا، مع وجود نحو 400 مليون سلاح خاص، يملكها بيض وذكور وجمهوريون بشكل غير متناسب. وتابعت الصحيفة أن عددا كبيرا من المحللين حذّر من إمكانية اتجاه الولايات المتحدة نحو عنف سياسى واسع النطاق، وإن آخرين تراجعوا عن التحذيرات بوقوع حرب أهلية، لكنهم يعتقدون أن الاضطراب المدنى الكبير أمر معقول تماما.

وبخلاف قضية الوثائق، ينتظر ترامب محاكمة جديدة فى منتصف يناير المقبل، فى قضية التشهير التى أقامتها الكاتبة الأمريكية جين كارول ضده وهى القضية الأساسية التى رفعتها الكاتبة فى عام 2019.

وبحسب ما ذكرت قناة ABC News، فإن القاضى لويس كابلان، حدد موعد للمحاكمة فى 15 يناير 2024، للقضية التى تزعم فيا كارول أن ترامب قام بتشويه سمعتها فى 2019 عندما قال إنها ليست من نوعه المفضل، فى إنكاره لمزاعم اغتصابها فى مننتصف التسعينيات. وقد نفى ترامب كافة الاتهامات.

وفى قضية منفصلة الشهر الماضى، وجدت هيئة محلفين أن ترامب مسئولا عن تشويه سمعة كارول عنما قال فى منشور على منصته تروث سوشيال عام 2022 أن كل مزاعم كارول خدعة وأكذوبة، وقال مرة أخرى أن هذه المرأة ليست من نوعه المفضل.

وأضافت كارول، الكاتبة السابقة فى مجلة إيل، تهمة الاعتداء بموجب قانون جديد تم تبنيه فى نيويورك والذى يسح للناجين البالغين من الاعتداء الجنسى بمقاضاة المعتدى المزعوم بغض النظر عن قانون التقادم.

ووجد المحلفون أن ترامب لم يغتصب كارول لكنه اعتدى عليها جنسيا، ومنحو الكاتبة إجمالى 5 مليون تعويض فى القضية.

ويأتى موعد المحاكمة المقررة 15 يناير قبل أسبوع من موعد انطلاق التصويت التمهيدى فى السباق الجمهورى فى ولاية أيوا، حيث يخوض ترامب حملة انتخابية من أجل العودة إلى البيت الأبيض. لكن، لا يتطلب القانون حضور المحكمة المدنية، مثلما لم يفعل فى محاكمة الشهر الماضى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة