دندراوى الهوارى

إلى «ليبرمان» وأمثاله فى إسرائيل.. النار تحت الرماد لا تنفخوا فيها فتشتعل الحرائق!

الإثنين، 01 يناير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر أول من وقعت معاهدة سلام مكتوبة فى التاريخ، ونهجها وسلوكها طوال تاريخها الجنوح نحو السلم، واحترام معاهداتها، وتتكئ فى علاقتها وسياستها مع الجميع، على فضائل الشرف والصدق والأمانة، وكما أكدنا فى مقال أمس الأحد، والمنشور فى نفس المساحة والمكان ذاتهما، أن مصر تلعب أيضا دور «رجل المطافئ» الذى يتمتع بيقظة شديدة وفى كل الأوقات، والقدرة على التحرك سريعا وتكثيف الجهود لإطفاء النيران وتبريد الملفات الساخنة لإنقاذ الأرواح والممتلكات، وتقليل الخسائر بكل الوسائل الممكنة. 
 
مصر تنشد الأمن والاستقرار ليس فى الداخل فحسب وإنما للمنطقة بأسرها، وترى أن خوض معارك البناء والتنمية هى المعارك التى يجب أن تخوضها الدول، والابتعاد عن دوائر الصراع ومحاولات التدخل فى «شؤون الغير»، الداخلية، أو الطمع فى ثروات ومقدرات الشعوب الأخرى، ومن ثمّ، فهى تبنِى سياستها وفق هذه القيم والمبادئ.
 
لكن ومنذ إعلان إسرائيل شن حرب بربرية وحشية ضد الفلسطينيين فى غزة، ومصر تبذل جهودا مضنية لمنع اشتعال وتفجر الأوضاع وانتقال شرارة النار إلى دول الجوار ومن ثم إلى المنطقة بأثرها، وتتحمل من الصبر الكثير، واتهامات المتعصبين السخيفة، هذا فى الوقت الذى تخرج فيه أصوات إسرائيلية متطرفة تدلى بتصريحات عنترية جوفاء تفتقد للكياسة السياسة وعدم القدرة على قراءة وتحليل الطقس السياسى المشتعل والمهدد بإشعال الحرائق التى تقضى على الأخضر واليابس.
 
رئيس حزب «يسرائيل بيتنو»، أفيجدور ليبرمان، أدلى بتصريحات خلال الساعات القليلة الماضية، لا يمكن أن تصدر إلا من شخص «يهذى» ويفتقد للكياسة السياسية وعدم القدرة على قراءة المشهد جيدا، وأن النار تحت الرماد لا يمكن النفخ فيها، فالنفخ سيشعلها حرائق ولن يسيطر عليها، ويمكن لها أن تأتى على الأخضر واليابس.
 
«ليبرمان» المشتاق والباحث له عن دور فى دوائر الصنع القرار فى إسرائيل بعد استبعاده من حكومة الحرب والطوارئ الإسرائيلية المشكلة للحرب على غزة، يحاول أن ينفخ عضلاته السياسية بتصريحات عنترية، طالب فيها الحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على الجنوب اللبنانى حتى نهر الليطاني، بدعوى أن هذا الأمر سيمنح بيروت حكومة تمارس من خلالها سيادتها على الأراضى اللبنانية.
 
كما دعا إلى تدمير محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مقدرا سيناريو قد يغادر فيه نحو 1.5 مليون نسمة من سكان قطاع غزة نحو سيناء، طواعية.
تصريحات ليبرمان، والذى كان يحمل حقيبة وزارة المالية فى الحكومة الإسرائيلية السابقة، ورئيس حزب سياسى حالٍ، تكشف عن نوايا الكيان الصهيونى الكامنة فى الصدور، وتفتقد لكل تقديرات الموقف، والكياسة السياسية، وإن هذه التصريحات عبارة عن نفخ النار تحت الرماد، وما إن اشتعلت لن يحمد عقباها فى ظل اشتعال الصدور العربية والإقليمية والدولية أيضا من جرائم إسرائيل البربرية الوحشية، والتى تعد جرائم حرب تستوجب المحاكمة لكل من شارك وخطط لها!
 
السياسى المبتدئ وفاقد للخبرة والكياسة السياسية، لا يمكن أن يدلى بمثل هذه التصريحات التصعيدية فى كل اتجاه، ففى الوقت الذى تنزف فيه إسرائيل اقتصاديا وعسكريا، وتشهد زيادة كبيرة فى قتلى جنودها وضباطها وقادتها فى غزة، وأنها وضعت أقدامها فى وحل عجزتت فيه عن إيجاد سيناريو للخروج منه، فإن ساستها وبعضا من أعضاء حكومتها يطالبون بتوسيع دوائر الصراع، دون إدراك للعواقب الوخيمة والكارثية للتصعيد، وفتح جبهات فى كل الاتجاهات.
ونقولها بصوت يخاطب العقول الواعية المستنيرة، إن مصر تتحمل فوق طاقة البشر، على أرضية القوة، والقدرة، والثبات والخبرة الطويلة قرابة 6 آلاف عام من الحروب والسلام، فلا تختبروا صبرها بالنفخ فى النار الكامنة تحت الرماد فى سيناء، أكثر من ذلك!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة