دندراوى الهوارى

أمريكا تدفع ثمن «تسمين الوحش».. احتضنت التنظيمات الإرهابية ورفضت التحذيرات!

الإثنين، 08 يناير 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما كانت مصر عددا من الدول العربية والإسلامية تئن تحت وطأة العمليات الإرهابية، وتنزف من أمنها واستقرارها واقتصادها ودماء أبنائها، الكثير، كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترعى التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وتحتضنهم فى أروقة مؤسساتها الرسمية، وترفض إدراجهم فى قوائم الإرهاب، رغم التحذيرات المصرية، وتقديم كل الأدلة والأسانيد لتأصيل أن تنظيم الإخوان، هو الرحم الحقيقى الذى ولدت منه كل التنظيمات الإرهابية.
 
أمريكا، بمؤسساتها الرسمية ومراكز الـ«Think Tanks» المؤثرة فى مطبخ صنع قرارات السياسة الخارجية، من عينة كارنيجى وهوفر وراند، والمتبنية خطة إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط واعتبار الحرب على العراق هى البداية، جعلت ودنا من طين وأخرى من عجين، حتى لا تسمع التحذيرات والنداءات والنصائح، واستمرت فى تقديم كل أنواع الدعم للجماعة الإرهابية، وأشرفت على عمليات ولادة تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة، ثم رفضت بقوة وضع «الحوثيين» على قوائم الإرهاب وتصنيفها منظمة إرهابية.
 
تسمين و«علف» التنظيمات الإرهابية جعلها تتوحش وتتمدد، وتنقلب على أمريكا وتهدد مصالحها، فى كل مكان، ونرى هذه الأيام كيف صارت هذه التنظيمات، ميليشيات مسلحة قادرة على خوض حروب قريبة الشبه من الحروب التقليدية التى تخوضها الجيوش النظامية، وتزيد فى قدراتها أنها تخوض حرب الشوارع والمدن.
مصر ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضى كان لديها السبق فى التحذير من مخاطر الإرهاب، ودعت إلى عقد مؤتمر دولى، لحشد جهود العالم لمناهضة والقضاء على التنظيمات الإرهابية وإيقاف تمددها وانتشارها، وبُح صوتها لما يقرب من ثلاثة عقود، تحذيرات من مخاطر تسمين واحتضان التنظيمات الإرهابية، وإنها ستصير وحشا يهدد من كان يحتضنه ويعطى له الغطاء الشرعى، وهو ما يحدث الآن حرفيا.
 
أمر التسمين والاحتضان للجماعات الإرهابية، لم يقتصر فقط على الولايات المتحدة الأمريكية وإنما امتد لدول أوروبية كبرى من عينة بريطانيا، التى لم تكتف بالتسمين، وإنما احتضنتهم على أراضيها وشرعنت ممارساتهم اعتقادا أنها توظفهم لخدمة أهدافها، دون إدراك حقيقى أن الوحش يوما مهما أطعمته سينقلب على صاحبه ليلتهمه ويهدد حياته.
المنظمات الإرهابية تحولت إلى ميليشيات صارت دولة فوق الدولة، تتخذ قرار الحرب دون تقديرات موقف أو اعتبارات سياسية واستراتيجية تتعلق بالأمن القومى للأوطان التى يعيشون فوق أراضيها، وما يحدث فى السودان والعراق واليمن ولبنان وسوريا وفلسطين وليبيا، سوى ترجمة حرفية للوحش الذى تضخم وصار يهدد أمن وأمان واستقرار المنطقة بل والعالم بأثره، والدليل أيضا أن حركة التجارة العالمية غلفتها المخاطر، وسط عجز الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها فى المواجهة والقدرة على حماية مصالحها.
 
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول الاستفاقة الآن من سكر خمر المعاندة والمكابرة والحسابات الخاطئة لتسمين واحتضان التنظيمات الإرهابية، فإن استفاقتها ورغم تأخرها، لكن جاءت رغما عن أنفها، بعد أن وصلت التهديدات إلى عقر دارها، وبدأت التهديدات تضرب مصالحها بعنف، ولو كانت أمريكا ومن خلفها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وغيرها من الدول المساهمة فى تسمين و«علف» التنظيمات الإرهابية، قد استجابت للتحذيرات المصرية، والعربية المتكررة ما آلت أوضاع المنطقة للوضع الحالى المعقد!
 
عجز الإدارة الأمريكية وعدم القدرة على ردة الفعل حيال ما يحدث فى المنطقة من توحش التنظيمات الإرهابية وصارت ميليشيات تهدد باندلاع حرب إقليمية، يمكن أن تمدد نيرانها لتصير حربا عالمية ثالثة تقضى على الأخضر واليابس، إنما بسبب تسمين التنظيمات الإرهابية ودعمها لتصير ميليشيات مسلحة تسليحا متطورا!
 
مصر سباقة فى قراءة المشهد، واستشراف المخاطر، متكئة على تاريخها وحضارتها وخبرتها وحنكتها وأمانتها وشرفها فى إدارة علاقاتها وملفاتها السياسية، وتأسيسا على إيمانها بقيم السلام والأمن والاستقرار للعالم كله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة