شيريهان المنيرى

نورة.. مصرية الملامح والأحلام

الجمعة، 22 مارس 2024 04:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

15 دقيقة يوميا تنقلك إلى عالم من القيم والمبادئ.. مساوئ وإيجابيات التكنولوجيا حاضرة.. وقضايا مهمة يناقشها مسلسل الأطفال أبرزها زواج القاصرات والتمييز بين الولد والبنت


نجح مسلسل «نورة» فى جذب انتباهى واهتمامى لمتابعته بانتظام، لما يتميز به من هدوء وسلاسة فى عرض فكرة راقية تهدف إلى تثبيت الكثير من القيم والمبادئ والأخلاق، التى ربما يهملها البعض أو تسقط منه سهوًا مع طبيعة ما نعيشه من عصر أصبح يتميز بالسرعة فى كل شىء، وخاصة مع ما نشهده من تطور هائل فى التقنيات التكنولوجية.

المسلسل يأتى ضمن مشروع قوى بدأته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، للاهتمام بالأعمال الخاصة بالأطفال، فبالفعل حقق يحيى وكنوز نجاحًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، لتبدأ «المتحدة» رحلة جديدة هذا العام، من خلال الجزء الثالث له، إلى جانب مسلسل بعنوان سر المسجد، بالإضافة إلى نورة، المستوحى من الإطار الوطنى للاستثمار فى الفتيات فى مصر، ومن إنتاج الشركة المتحدة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة.

مع اللحظة الأولى من الاستماع إلى كلمات تتر «نورة» تشعر بالبساطة والسعادة لما تحمله من معانٍ سامية تُشير إلى ما يهدف له المسلسل، فهى تتحدث عن تلك الفتاة المصرية الملامح والروح والصفات، المُقبلة على الحياة، ولها أحلام وطموحات تسعى إلى تحقيقها دون تعب أو مللّ، فهى حفيدة الحضارة الفرعونية، التى نجحت فى بناء الأهرامات وتحقيق المعجزات.

أقل من 15 دقيقة يوميًا تجعل الكبير قبل الصغير فى عالم آخر، حيث عالم نورة الفتاة الطموحة المتفوقة دراسيًا ورياضيًا، ما يجعل من الصعب عليها تقبُلّ الفشل، على الرغم أنه أمر طبيعى فى مسيرة نجاح وتفوق لا تُخفى على أحد، وهو ما يُحاول والداها وأيضًا جدتها مساعدتها على تقبله عندما تتعرض له فى إحدى بطولات رياضة الجودو التى تمارسها.

جميلة ويارا صديقات لنورة، وعمر أخوها، جميعهم شخصيات لكل منهم قصة تحمل مدرسة للبنات والولاد على حد سواء، ربما ليس فقط الصغار إنما الكبار أيضًا؛ خاصة عمر ذلك الأخ الأصغر الهاوى لتصوير الفيديوهات، وعالم اليوتيوب، حتى أن هدفه أصبح أن يكون مشهورًا كانفلونسر أو بلوجر، اقتناعًا منه بهذا العالم، لدرجة محاولته إقناع والده بمشاركته فى مشروع قناة على يوتيوب يمكنهم من خلاله جنى الأموال.

مواقف كثيرة يمر بها عمر ونورة يظهر فيها موقف الأب والأم وطريقة معالجتهما لمشاكل أطفالهما وأصدقائهما أيضًا، ما يجعلهما أيقونة استرشادية لكثير من الأهالى فى عصرنا الحالى للتعامل مع أطفالهم فى هذه الأعمار الصغيرة، التى باتت تتعرض لكثير من المتغيرات والمواقف المختلفة عن أجيالهم، لاختلاف طبيعة العصر بشكل كبير.

أيقونة أخرى لها دور مُهم فى حياة نورة، وهى جدتها، تلك الناصحة المستمعة فى نفس الوقت، حتى أنها تظهر كالصديقة لنورة، التى كثيرًا ما تكون مُشتتة ومترددة فى بعض المواقف، التى تحتاج فيها إلى نصيحة، فتجد الإجابة عند جدتها، والتى بدورها لا تخجل من طلب مساعدتها فى تعلّم بعض الأمور التى ترتبط بالتكنولوجيا، مثل طلبها من نورة لإنشاء محفظة إلكترونية لها.

وعلى الرغم من كون نورة ضمن المسلسلات الخاصة بالأطفال، إلا أنه لا يقتصر فقط على تعليم القيم والأخلاق الحميدة، ولكنه أيضًا يتطرق إلى قضايا مهمة، تعمل الدولة على محاربتها والحد من انتشارها، فقد ركزّ على مدار حلقتين على قضية زواج القاصرات، وخطورته على الفتيات على مستويات مختلفة، سواء الصحية أو النفسية، من خلال تناول قصة جميلة صديقة نورة، ورغبة والدها فى تركها المدرسة والسفر للزواج طبقًا لعاداتهم وتقاليدهم فى البلد، فيما نجحت نورة وأصدقاؤها بمساعدة إدارة المدرسة فى إقناع والد جميلة بعدم الانسياق وراء هذا الأمر، وترك جميلة لكى تحيّا حياة الطفلة التى تتناسب مع عمرها، ومنها أيضًا اتضح أهمية تعليم المرأة وتحقيق طموحاتها على المستويين الدراسى والرياضى، كما ألقى المسلسل الضوء على أهمية عدم التمييز بين الولد والبنت، وأن الهوايات للجنسين دون أى تمييز.

المسلسل بالفعل مُمتع فى مسارات مختلفة؛ فبجانب الصوت والصورة ونقاء الأنيميشن، نراه ثريًّا فى أحداثه المتنوعة، فكل يوم موقف وقصة تجذب لمشاهدتها ومتابعتها لمعرفة المزيد.. فتحية للقائمين على العمل وأصحاب الفكرة والمبادرة، ودعم «المتحدة» لكل ما هو جديد وهادف لتنمية الوعى بالمجتمع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة