دندراوى الهوارى

«بوتين» ديكتاتور.. و«نتنياهو» ديمقراطى وحمل وديع فى عيون أمريكا وأوروبا!

الأحد، 03 مارس 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أعلنت روسيا الحرب على جارتها أوكرانيا انزعجت أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون واعتبروا الحرب اعتداء صارخا ومساسا بالسيادة الأوكرانية، وقرروا الحشد لمعاقبة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على فِعلته، وفرض حصار اقتصادى خانق، وتقديم كل أنوع الدعم السياسى والعسكرى لأوكرانيا، وبدأت فى التحضير لخوض حرب ضروس لطرد القوات الروسية من الأراضى الأوكرانية، والحقيقة أن أمريكا وحلفاءها رأوا الحرب الروسية الأوكرانية فرصة للتخلص من «بوتين» وتحطيم أحلامه للإبقاء على سيطرتها كقطب وحيد فى العالم.
 
وبدأت آلة الإعلام الأمريكية والغربية الجرارة فى تشويه متعمد لصورة الرئيس الروسى ووصفه بالديكتاتور القاتل، وسواء اتفقت أو اختلفت مع النهج الأمريكى، فى مواقفها الرافض لموقف روسيا، والداعم لموقف أوكرانيا، فإن التأييد والرفض، لن يُغير فى الأمر شيئا فى سير ونقل الأحداث بتفاصيلها الواقعية.
 
موقف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، من الحرب الروسية الأوكرانية، والداعم للمظلوم والمعتدى عليه وفق رؤيتهم، انقلب من النقيض للنقيض من الحرب الإسرائيلية البربرية على غزة، فبينما كانت تصف روسيا بالمعتدى على أراضى الغير، قدمت كل أنواع الدعم، لإسرائيل المعتدية والمغتصبة للأراضى الفلسطينية، ومنحت الغطاء الشرعى للمجازر البربرية التى ترتكبها حكومة بنيامين نتانياهو، دون رحمة لصرخات الأطفال، وتوسلات الأمهات الثكالى، وكبار السن من الرجال، وإبادة الحرث والنسل، والتعامل مع رئس الوزراء الإسرائيلى باعتباره ديمقراطيا وحملا وديعا، وأن سيول الدماء التى أغرقت أراضى القطاع، مجرد «مية» لا تساوى دماء بعضا من ضحايا الجيش الأوكرانى.
 
لن نعيد كلاما مكررا، وندشن مصطلحات مستهلكة من عينة أن أمريكا وحلفاءها يطبقون سياسة الكيل بمائة مكيال للحدث الواحد، وفق المصلحة، وليس تأسيسا على العدالة والشرعية الدولية، وإنما نرسخ لقاعدة ازدواج المعايير المتصادمة مع كل الشعارات التى صدعونا بها، مثل قيم الإنسانية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وهى مجرد شعارات، تغلف بها البضاعة الفاسدة.
 
بأى منطق، الإدارات الأمريكية والأوروبية تتعامل مع الرئيس الروسى باعتباره ديكتاتورا، فى الوقت الذى تتعامل فيه مع بنيامين نتنياهو باعتباره قديس الحرية والديمقراطية، والمناضل رقيق المشاعر، وكأن المذابح التى يرتكبها فى قطاع غزة مجرد نزهة فى رحلة صيد الغزلان؟
 
أمريكا، الداعم الأكبر بالمال والعتاد والجيوش والحشود السياسية والدبلوماسية لإضفاء الشرعية على حكومة نتنياهو، لإبادة الوحشية الإسرائيلية البربرية، تحت شعار «حق الدفاع عن النفس»، ما يعيد أذهان العالم إلى الوراء ما يقرب من ثلاثة قرون، عندما قررت أمريكا تأسيس دولتها على أشلاء شعب الهنود الحمر فى إبادة وحشية، ومأساوية، مثلما يحدث الآن فى غزة.
 
أيضا التذكير بما ارتكبته أمريكا من جرائم الإبادة للشعب اليابانى فى هيروشيما ونجازاكى نوويا، ومحاولة إبادة فيتنام بالأسلحة الكيميائية، وساهمت فى زرع إسرائيل وترسيخ وجودها لتكون شرطى المنطقة، تعاقب به من يرفع راية العصيان، وتضرب به من ينحرف عن مسار الطاعة العمياء. 
 
ثم استثمارها لأحداث 11 سبتمبر لتفكيك أفغانستان، ومن بعدها العراق، ثم استحدثت عاصفة إبادة فى 2011 وأطلقت عليها «الربيع العربى» لتفكيك الوطن العربى بأكمله، دون استثناء، ومن ثم إعادة رسم الخرائط من جديد وفق مشروعها الاستعمارى الشرق الأوسط الكبير، الذى طرحته فى 2004 أمام دول الثمانى الكبار، للسيطرة على مقدرات وثروات الشعوب، تحت شعارات الكذب والخداع «الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكانت كُلفته تفكيك وسوريا واليمن وليبيا والسودان، ومن قبلها العراق، ولا يمكن أن نستبعد أن المخطط قائم وراسخ فى أذهان وخزائن وأدراج الإدارات الأمريكية والأوروبية المتعاقبة، لتقسيم المنطقة. 
 
 ازدواج المعايير وفق المصلحة، عقيدة تجلت بوضوح فى الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب «إبادة غزة» دون رحمة أو شفقة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة