لا صوت يعلو فوق الصوات التكبيرات أثناء دخول القودة بعد انتظار وترقب ترفرف قطة القماش البيضاء ويحملها أحد أطراف الخصومة لتكشف عن مشهد مهيب انتظره الحاضرون ربما لسنوات إذا لم تنجح بوادر الصلح فيما بينهم، وإلا أن يصل أطراف الخصومة إلى مقدمة المنصة ويقدم الكفن لولي الدم ويتصافح الجميع يعلن معها الأفراح وتتعالي كلمات تجمع ولا تفرق لتبتعد العائلتان عن طريق الدم ويبدأ كل منهم في الانطلاقة نحو حياة خالية منه.
وللمشهد الظاهري أسرار وخبايا كثيرة ربما تمتد لسنوات ويكن بطلها لجنة الصلح وأعضائها الذين يبذلون جهدا كبيرا تظهر نتائجه مع إشراقة النور أثناء الصلح بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية التي تشرف عليه ليتم الله نعمته عليهم، وتتنوع مهام لجنة الصلح فينا بينهم لكن قلوبهم تتفق على هدف واحد وهو التصالح والوصول إلى لحظة تقديم الكفن.
وقال العمدة عبد الجواد عبد الفتاح، عمدة قرية بقنا وعضو لجنة مصالحات، إن الخصومات الثأرية تحتاج إلي التكاتف من الجميع وكذلك إنكار الذات حتى يصل أعضاء لجان المصالحات إلي المطلوب وتتم المصالحة فيما بينهم، ويقال أن الأفضل ألا يزيد أعضاء لجنة الصلح عن 7 أفراد ويجب أن تكون القلوب موحدة والهدف واحد، لافتا أنه حضر عشرات المصالحات في أماكن داخل محافظة قنا وخارجها.
وأشارت صفاء عسران، أول قاضية عرفية بالصعيد، إلي أن الخصومات الثأرية هي طريق الخراب فتبعد الابن عن والده والزوجة عن زوجها وتهدم أركان الأسرة، لافتة إلى أنها تعمل من خلال مبادرتها صعيد بلا ثأر إلى مساعدة لجان الصلح وإتمام الصلح بعد خصومة ثأرية، كما أنه إذا تساوى عدد الأفراد من الطرفين لن يصلح أن يقدم طرف القودة إلى آخر فلذلك تقدم دروع من خلال المبادرة إلي أطراف الخصومة الثأرية.
وتابعت عسران، أنها شاركت بالصلح فى عدد كبير من الخصومات الثأرية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ولم تجد صعوبات كونها بنت تتوسط الرجال وتجالسهم للوصول إلي حل وإنهاء الخصومة، كما أنها شاركت في حل خصومات داخل محافظة قنا وخارجها.
خصومة ثأرية بقنا
خصومة ثأرية بقنا
صفاء عسران أول قاضية عرفية بالصعيد
القودة
