روايات البوكر.. "الفسيفسائى" الحب والحرية بين الماضى والحاضر

الأحد، 28 أبريل 2024 03:00 م
روايات البوكر.. "الفسيفسائى" الحب والحرية بين الماضى والحاضر غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصل الروائي المغربي عيسي ناصري، للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، عن روايته "الفسيفسائي" وهى الرواية الأولى للكاتب المغربي بعد مجموعتين قصصيتين.

والرواية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، يروي الأول فترة الاحتلال الروماني للمغرب وصناعة الفسيفساء بأيدي الموريين المقاومين، ويحكي الثاني عن بحث الكاتبة الأمريكية أريادنا عن لوحة فسيفساء مفقودة، وتورطها في قصة حب مع جواد، أما القسم الثالث فيشمل مذكرات طبيبة نفسية حول مرضاها وحياتهم في سياق تاريخي وثقافي معقد، إذ أن الرواية تقدم نظرة متشعبة حول الماضي والحاضر، وتثير أسئلة حول الهوية والحرية والحب والذاكرة.

images
 

وعن الرواية: هذه روايةٌ تخطفك إلى عالمها من المطلع، ثمّ تنساب بك في ثنايا السرد وتفرّعاته. تبدأ بحكاية محقّقٍ يقرأ روايةً عثر فيها أخيرًا على فكِّ لغزِ جريمةٍ ظلّت تؤرّقه ردحًا من الزمن، فتخالها إذّاكَ روايةً بوليسيّةً، لكنّ عيسى ناصري سرعان ما يسحب من فمك الطُّعم، فتجد نفسك أمام روايات مضمّنة ومذكّرات وتقارير صحفيّة وأحلام وتهويمات ورؤى، تسافر بك في رحلة من التّشويق عبر ما يقارب ثمانية عشر قرنًا من وجود الإنسان على الأرض.

تتفرّع مسارب السّرد فتحسبها تفرّقت في صحراء الوجود كالجداول التّائهة، حتّى لا شيء يجمع بينها، فإذا هي تجتمع تدريجيًّا في نهر الحكاية العظيم. يفرد أمامك الكاتب قطع فسيفساء جمعها من أمكنة وأزمنة متباعدة، ثمّ يشرع في ترصيفها قطعةً قطعةً حتّى تتشابك وتتناغم، لتشكّل جسد رواية "الفسيفسائيّ" ببراعةٍ نادرةٍ في السّرد الحديث.وحالما تستوي لوحةُ الفسيفساء، تستيقظ في ذهنك الأسئلة حرّى، بعدما كانت ساكنةً في ثنايا الحكي. من أين تنهض الحريّة؟ من الذاكرة أم من الإرادة أم من تزاوجهما معًا؟ ومن منهما يحدّد الآخر وينحته، الفنّ أم الوجود؟ أليس ما يبقى من هذه الحياة قطعة فسيفساء تقولها وتسلم الباقي إلى النسيان؟ وما النسيان إن لم يكن قطعة فسيفسائك الضائعة أيّها القارئ؟









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة