فعلت وكالة ناسا ساعة ذرية يمكن أن تمكن المركبة الفضائية من التنقل بأمان فى الفضاء السحيق بدلاً من الاعتماد على العملية المستهلكة للوقت لتلقى الاتجاهات من الأرض، وقالت وكالة الفضاء الأمريكية هذا الأسبوع، إنه مع إطلاقها فى شهر يونيو، أصبحت ساعة الفضاء السحيق Deep Space Atomic Clock التابعة لناسا جاهزة الآن للتجربة التكنولوجية لمدة عام.
وبحسب موقع TOI الهندى، فتم تطوير الساعة فى مختبر الدفع النفاث التابع لناسا فى باسادينا، كاليفورنيا، وتعد الساعة أول حارس ثابت مستقر بما يكفى لرسم مسار مركبة فضائية فى الفضاء السحيق بينما تكون صغيرة بما يكفى للطيران على متن المركبة الفضائية.
وقال الملاح تود إيلى، الباحث الرئيسى فى المشروع فى مختبر الدفع النفاث: "الهدف من التجربة الفضائية هو وضع ساعة الفضاء السحيق الذرية فى سياق مركبة فضائية تعمل - مع استكمال الأشياء التى تؤثر على ثبات ودقة الساعة - ومعرفة ما إذا كانت تعمل على المستوى المطلوب"، وقالت ناسا إنه خلال الأشهر المقبلة، سيقوم الفريق بقياس مدى بقاء الساعة على مدار الساعة حتى الثانية نانوثانية.
ويمكن أن تعمل الساعة الأكثر ثباتًا عن الأرض، حيث يجب أن تعمل بشكل جيد لفترات أطول من الأقمار الصناعية القريبة من المنزل، فيما تُستخدم الساعات الذرية، كتلك المستخدمة فى الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمى (GPS)، لقياس المسافة بين الأجسام عن طريق توقيت المدة التى تستغرقها الإشارة للانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب.
ولاستكشاف الفضاء، يجب أن تكون الساعات الذرية دقيقة للغاية، حيث إن خطأ حتى ثانية واحدة تعنى الفرق بين الهبوط على كوكب مثل المريخ أو فقدانه بمئات الآلاف من الأميال، وما يصل إلى 50 مرة أكثر ثباتًا من الساعات الذرية على الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمى (GPS)، تفقد الساعة العميقة الذرية الزئبقية أى ثانية واحدة كل 10 ملايين سنة، على النحو الذى أثبتته الاختبارات التى أجريت على الأرض.
لكن الآن ستختبر هذه الدقة فى الفضاء، فيما يستخدم المستكشفون حاليًا الساعات الذرية بحجم الثلاجة على الأرض لتحديد موقع المركبة الفضائية، ويمكن أن تمر الدقائق إلى الساعات عند إرسال إشارة من الأرض إلى المركبة الفضائية قبل إعادتها إلى الأرض، حيث يتم استخدامها لإنشاء تعليمات يتم إرسالها بعد ذلك إلى المركبة الفضائية.
لكن تتيح الساعة على متن مركبة فضائية للمركبة الفضائية حساب مسارها الخاص، بدلاً من انتظار الملاحين على الأرض لإرسال هذه المعلومات، ومن شأن هذا التقدم أن يحرر البعثات من السفر إلى أبعد من ذلك، وفى النهاية ينقل البشر بأمان إلى كواكب أخرى.
