وطرحت الصحيفة تساؤلا عن أسباب توسع مجموعة البريكس الآن، ولماذا بات الطلب على التوسع ضخم للغاية؟ حيث تقدمت مجموعة من الدول الأخرى، بما في ذلك إندونيسيا، بطلب للحصول على العضوية.

وقالت الصحيفة - في مقال للرأي أوردته عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء، إنه تم تصميم مجموعة البريكس -في جوهرها - لتمثيل مصالح الجنوب العالمي النامي والتعاون بشأنها، أو -على نطاق أوسع- الدول التي تقع خارج المجال الغربي، بما في ذلك بنيتها الأمنية .

وأضافت الصحيفة أنه على النقيض من مؤسسة مثل حلف شمال الأطلنطي، فإن مجموعة البريكس ليست تحالفا أو كتلة أيديولوجية. ولا يجبر أعضاءه على الانحياز لطرف ما. بل هي مصممة لتمثيل واستكمال مجموعة مشتركة من المصالح مع الهدف المشترك المتمثل في تعزيز التنمية، والحفاظ على السيادة الوطنية وتوسيع الحوكمة العالمية نحو بيئة متعددة الأقطاب. باختصار فإن مفهوم مجموعة البريكس هو عكس الهيمنة.

وأشارت تشاينا ديلي إلى أنه على مدار الأربعمائة عام الماضية، كان النظام الدولي خاضعا لسيطرة مجموعة مختارة من البلدان المعروفة باسم "الغرب". وقد تمكنت هذه البلدان من الحفاظ على موقعها المهيمن الذي سمح لها -من خلال الاستعمار- باحتكار التمويل العالمي والتجارة العالمية . والاستثمار والتكنولوجيا والقوة العسكرية. لقد استخدموا كل هذا للحفاظ على موقفهم وإبقاء الدول الأخرى في الأسفل .

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذا بدأ مع الإمبراطوريات الاستعمارية البريطانية والإسبانية والفرنسية والهولندية والبرتغالية والألمانية، إلا أنه في القرن العشرين انتقلت القيادة إلى الولايات المتحدة، التي بنت نظاما عالميا يتمحور حولها وأصبحت قوة مهيمنة.

ورأت الصحيفة أنه في ظل النظام الذي أنشأته الولايات المتحدة، فإن البلدان لن تكون قادرة على تحقيق التنمية -التي تستلزم الوصول إلى أسواق رأس المال والتصدير- إلا إذا أخضعت نفسها للأهداف العسكرية والاستراتيجية للولايات المتحدة ذاتها.

ومن ناحية أخرى، فإن البلدان التي لا تتبع أجندة الولايات المتحدة قد تخضع لعقوبات متزايدة وضوابط التصدير التي تسعى للضغط عليها والحيلولة دون تنميتها، من أجل وقف أي تهديدات للهيمنة الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك تمخض عن العالم الذي نعيشه اليوم، حيث تعمل الولايات المتحدة على إنهاء عصر عولمة السوق الحرة بالقوة وإعادة التأكيد على مناخ المنافسة الجيوسياسية. وترغب واشنطن في الحفاظ على هيمنتها أحادية القطب على كل الدول الأخرى، والمعاملة التي تلقاها الصين بشكل خاص تمثل تحذيرا لكيفية رد الولايات المتحدة على أي دولة لا تخضع لسيطرتها.

ومضت الصحيفة تقول إنه بسبب هذه البيئة، تتوسع مجموعة البريكس، حيث ترغب العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم في البقاء مستقلة عن الهيمنة الأمريكية وتأمين الاستقلال السياسي لمواصلة تنميتها الاقتصادية .

ورأت أن إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية ومحاولة سحق التنمية في الصين تشكل تهديدا للجنوب العالمي برمته حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الامتيازات الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية للغرب ضد البقية. ومن ثم، باتت البريكس منتدى أساسيا لدول عدم الانحياز لتأمين مصالحها الخاصة وتعزيز التعاون فيما بينها.

ونتيجة لذلك فإن مجموعة البريكس لا تهدف إلى تشكيل "تحالف"، بل تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة. وهي تطمح إلى وضع متعدد الأطراف للحوكمة العالمية حيث يكون لكل الدول صوت، بدلا من الاضطرار إلى التنازل عن الاستقلال الاستراتيجي والسياسي كشرط للتنمية الاقتصادية.

واختتمت الصحيفة الصينية مقالها قائلة إن دول البريكس ترغب في نهاية المطاف في أن تكون قادرة على التنمية مع الحفاظ على سيادتها الوطنية. وبالتالي فإن مجموعة البريكس تشكل طريقا نحو الانفتاح العالمي والتكامل الاقتصادي في وقت تبذل بعض البلدان جهودا شديدة ترمي إلى عكس هذا الاتجاه.