علا رضوان تكتب: دراما المتحدة.. نورتونا وشرفتونا فى رمضان

الثلاثاء، 09 أبريل 2024 10:27 م
علا رضوان تكتب: دراما المتحدة.. نورتونا وشرفتونا فى رمضان علا رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن أفضل لحظة لكل من يغرز نبتة هو موسم حصادها، حين يرى ثمره قد أينع وحان أن يتذوق حلاوة ما غرست يداه، ها رمضان وقد جمع أيامه الكريمة وأعلن عن الرحيل، وها هو حصادنا الدرامي المميز الذي قدمته الشركة المتحدة لموسم رمضان 2024 تزدهر أوراقه وزهوره التي تفتحت على مدار شهر كامل لتنير لنا الطريق كما حصل في أعمال تنورية أو ترسم البسمة على شفاه ظمأى للفرحة، أو تُسقط العبرات من عيون رقت لحال شخصية من الشخصيات الدرامية التي أسرت القلوب.

يمتاز الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام بصنوف من الدراما التاريخية والاجتماعية والكوميديا والاثارة والتشويق يفوق الأعوام السابقة، حتى وإن كان لا يفوقها عددا، فهو يسبقها في القيمة الفنية والتنوع اللافت، لهذا أقدم التحية للكاتبة الكبيرة علا الشافعي المسئولة عن المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة،  انتجت الشركة المتحدة هذا الموسم 20 مسلسلا للكبار والصغار، و 4 مسلسلات كرتون للأطفال، كما انتجت اثنا عشر برنامجا رمضانيا.


لم تكن المتحدة ببعيدة عن نبض الشارع المصري والشارع العربي فقدمت في جرأة تحسب لها مسلسل مليحة الذي يحكي قصة أصحاب الأرض عن فلسطين وصراعها مع الكيان الغاصب للأرض المحتلة، عمل يقول أن قوة مصر الناعمة (الفن) تسير جنبا إلى جنب مع قوة مصر الصلبة (القوات المسلحة) في دعم القضية الفلسطينية، ولم يتأخر المبدعين المصريين عن النصرة لفلسطين بدليل أن هذا المسلسل شهد عودة النجمة ميرفت أمين للشاشة، وأظن أن السبب الأول وكلمة السر في الموافقة لها كان أن المسلسل عن فلسطين.

أما مسلسل جودر فكان في رأيي هو مسلسل المفاجآت فقد أعاد للدراما المصرية البهاء في تلك الأعمال التي احتكرتها الدراما المصرية لسنوات بعيدة خلت، لكن المدهش هو المستوى الفني والتقني الذي تم تقديم حكايات ألف ليلة وليلة به على يد المخرج إسلام خيري الذي أعده أفضل مخرجي دراما رمضان لهذا العام، ميزة جودر إنه لم يقدم قصص ألف ليلة وليلة لمجرد المتعة والتسلية بقدر ما حمل المسلسل من معاني وترميز نجح في خلقها المؤلف أنور عبدالمغيث، والمستوى الرائع للجرافيك الذي قدمته شركة اروما في هذا المسلسل لافت، كما لم تبخل شركة ميديا هب على الإنتاج السخي ليظهر هذا العمل العظيم بالشكل اللائق.

وكما عودتنا دائما الأعمال الاصلية الصادرة عن منصة WATCH IT  بالجودة القائمة على اختيار الموضوع الجاذب الذي تقدمة بفريق عمل كله من الشباب بدءا من الكتابة مرورا بالتمثيل وحتى الاخراج، قدمت لنا مسلسل لحظة غضب الذي كان مشحونا بالإثارة والتوتر، فتحية للقائمين على المنصة بقيادة نشوى جاد.

أما عن مسلسل الحشاشين فحدث ولا حرج عن ‘نتاج ضخم يليق باسم ومكانة مصر في الفن السابع والفن الدرامي، عمل لا يقل جودة عن الأعمال العالمية من حيث جودة الصورة والمعارك والأماكن المميزة للتصوير بالإضافة لبراعة التمثيل، والموسيقى التصويرية المميزة لشادي مؤنس في هذا المسلسل ومسلسل صيد العقارب.

الكوميديا فاكهة موسم رمضان المفضلة تمثلت في أكثر من عمل لعل أميزهم مسلسل بابا جه الذي برع مؤلفيه محمد إسماعيل أمين ووائل حمدي في تقديم كوميديا هادفة، لا تستهدف الضحك فقط، لكن الضحك يجاور رسالة وقيمة عائلية وهي أهمية دور الأب الذي ربما تغافل عنه البعض وربما تغافل عنه الأب، وفي رأيي هذه افضل كوميديا قدمها أكرم حسني منذ أول ظهور له حتى الآن، كما لا يمكن أن ننسى مسلسل الكبير أوي الذي أصبح علامة من علامات رمضان لا نعرف كيف سيأتي رمضان قادم بغيرها.

بدون سابق إنذار مسلسل لا يكف عن اثارة مشاعر انسانية نبيلة ومن صدقة الفني لا تملك حيال مشاهدته أن تمنع الدموع تفر من عينيك، فتحية لكل صناعه الذين لم يفوتهم التنويه لأسر كثيرة تمر بنفس الظرف الذي يمر به بطل المسلسل آسر يس.

لم ينسى زارعو الدراما أن ينثروا بذور دراما موجهة للطفل تتحدث عن أحلامه ومستقبله، وعلاقته بالأرض والبيئة التي يعيش عليها، وعدم تمييز الولد عن البنت وقدموا ذلك في مسلسلات: نورة ويحيى وكنوز وسر المسجد ونور والكوكب السعيد، وساهمت بجزء كبير من هذه المسلسلات شركة هاشتاج بقيادة عصام السقان فشكرا لمن لم يغفل عن نبتاتنا الصغيرة وتعهدها بالرعاية الدرامية.

لم يكن التنوير أحد أهداف دراما رمضان فقط بل ساهمت بعض البرامج التي انتجتها المتحدة في ذلك، فبجانب مسلسلات تنويرية مثل؛ الحشاشين وجودر ومليحة وعتبات البهجة، كانت هناك برامج مثل؛ نور الدين وبرنامج الإمام الطيب وبرنامج بصير وبرنامج مملكة الدراويش. برامج كانت بمثابة طاقة نور لصحيح الدين والحياة.

في هذه اللحظة من حقنا أن نفرح بحصادنا الدرامي لهذا الموسم، وأن نفخر بما تجنيه أيدينا من ثمار متباينة الألوان والمذاقات التي تناسب الجميع وتسعد الجميع.. فشكرا من القلب لمن تعمد أن يبهجنا ويفرحنا وينورنا.. وأقول لهم: نورتونا وشرفتونا في رمضان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة