عيد القيامة.. كيف ارتبطت الأعياد القبطية بالمواسم الزراعية؟

الأحد، 05 مايو 2024 03:00 م
عيد القيامة.. كيف ارتبطت الأعياد القبطية بالمواسم الزراعية؟ عيد القيامة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل الإخوة المسيحيون في مصر بعيد القيامة المجيد، وذلك بعد انتهاء أسبوع الآلام، ومن الملاحظ أن هذه الأعياد المصرية مرتبطة بالأرض والزراعة والحصاد، ففي الوقت الذي يحتفل فيه الأقباط بالعيد يحصد المصريون القمح ويدخلون الرزق الجديد إلى صوامعهم وبيوتهم.

ويقول كتاب "حضارة مصر في العصر القبطي" لـ مراد كامل: ترتبط بعض الأعياد القبطية بمواسم زراعية خاصة فتدخل في تقاليد الاحتفال بالعيد أنواع خاصة من ثمار الموسم، فيأكلون منها ويوزعونها على الفقراء، ومن العادات التي كانت متبعة في عيد الغطاس ذكرى عماد المسيح ويقع في 19يناير - الاستحمام في النهر أو الترع، وكان يوجا في مباني الكنائس القديمة حوض كبير يسمى المغطس في الجانب الأيمن من الجهة الغربية للكنيسة وما زال موجودا غير مستعمل في كنائس أبو سيفين وأبو مرجه في مصر القديمة، كان يملأ بالماء وينزل فيه الشعب ليلة عيد الغطاس.

ومن الأعياد ذات الأثر الشعبي البهيج عيد "أحد الشعانين" أو "أحد السعف"، وهو الأحد السابق لأحد القيامة، وفيه يحتفل الشعب بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم راكبا على جحش، ذلك الاستقبال الاحتفالي الذي رفع الشعب فيه سعف النخيل وأغصان الزيتون، ويكرر الأقباط هذه الذكرى بحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون إلى الكنائس.

ومن اليوم التالي لعيد القيامة يبدأ عبد الربيع الذي يسمى الآن "شم النسيم"، وفيه يخرج الشعب إلى الحقول والحدائق للفرح بجمال الطبيعة بعد فترة الصيام والنسك الطويلة السابقة، ويسمى كنسيا اثنين الفصح وكانت تستمر إجازة عيد القيامة طوال الأسبوع الأول من الخامسين.

وإذا ما جاء عيد العنصرة وهو عيد حلول الروح القدس في نهاية الخماسين اعتاد القبط توزيع فواكه الموسم الجديدة على الفقراء وذلك لأن يوم الخمسين هذا كان يقابل قديما عيد الحصاد فيكون تعبير الشكر بتقديم باكورات هذه الخيرات.

وبجانب هذه الأعياد الكبرى توجد أعياد كثيرة أخرى، من أهمها عيد زيارة المسيح لأرض مصر مع العائلة المقدسة وهو طفل صغير، وتحتفل به الكنيسة القبطية يوم أول يونيه من كل عام، وبالأخص في الكنائس التي بنيت على الأماكن الأثرية التي زارها مثل مسطرد حيث شجرة العذراء بالمطرية، وكنيسة أبو مرجه بمصر القديمة وقسقام حيث يوجد الدير المحرق وبه كنيسة أثرية لهذه المناسبة.

ويحتفل القبط بأعياد العذراء ومشاهير القديسين والشهداء والملائكة بعمل نوع خاص من الفطير يوزعونه على الفقراء والجيران وترجع فكرة الفطير إلى عادة تقديم باكورات محصول القمح كعلامة شكر الله، وقد كان من عادات القبط ألا يذوقوا المحاصيل الجديدة ولا تدخل ثمارها بيوتهم قبل أن يوزعوا منها على الفقراء.

انتهى كلام الكتاب، لكن عن تجربتي الخاصة فقد شاركت في طفولتي جميع الأعياد القبطية واحتفلت بها مع أخوتنا المسيحيين، وبالفعل كانت الأعياد كلها مرتبطة بالأرض، وما تنتجه من رزق الله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة