أدان المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية والإقليمية، العملية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ مساء الإثنين، وخاصةً بعد أن أبلغت حركة حماس الوسطاء في مصر وقطر بقبولها مقترح الهدنة ووقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن السلطات الإسرائيلية قامت بمنعها من دخول معبر رفح، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إسرائيل من استكمال العملية العسكرية في رفح الفلسطينية، مؤكدا أن الخطوة ليست مقبولة بسبب عواقبها الإنسانية المدمرة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، إن "الاتفاق بين إسرائيل وحماس مهم جدا لإنهاء معاناة سكان غزة"، معبرا عن قلقه من الأنشطة العسكرية للقوات الإسرائيلية وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم.
وحث جوتيريش خلال كلمة له اليوم الثلاثاء، حكومة الاحتلال الإسرائيلية على الانخراط في مفاوضات سلام فورا، قائلا: إن "أي هجوم عسكري على رفح ستكون له تداعيات كارثية".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: أن "الهجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا وأدعو كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه".
بدروها قالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن هذه العملية قد يوقف جهود الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء غزة، إذا انقطعت طرق إمداد المساعدات وإمدادات الوقود، كما أكدت الوكالة أنها ستبقى بجوار معبر رفح، وأن المشكلة تكمن في القدرة على الاستمرار في تقديم الخدمات لفترة طويلة حال بقاء المعابر مغلقة.
من جانبه أكد المتحدث اسم منظمة الصحة العالمية أنه لا استثناءات في نقل المرضى دخولا أو خروجا عبر معبر رفح.
ووسط كل هذا تواصل مصر جهودها المضنية للوصول إلى هدنة شاملة في قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث كشف مصدر مصرى رفيع المستوى، أن القاهرة تستضيف، اليوم الثلاثاء، اجتماعات بمشاركة وفود قطر والولايات المتحدة وحماس لاستكمال المباحثات في هذا الشأن.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى، إن مصر تحذر من تفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة نتيجة العمليات الإسرائيلية وتبذل أقصى جهد للتوصل إلى هدنة شاملة".
من ناحية أخرى، أدانت مصر بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية علي الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينى يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسى لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة.
ودعت جمهورية مصر العربية الجانب الإسرائيلى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، و التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تعليقا على التصعيد العسكري من جانب الاحتلال الإسرائيلي في رفح وقطاع غزة، اليوم، الثلاثاء، إن "الرغبة في مواصلة الحرب ستؤدى إلى أزمة إنسانية أكبر في غزة، عاجلاً أم آجلاً، سيتعين على المحكمة الجنائية الدولية أن تقول شيئاً ما".
وأدان التصريحات التي تهدد محكمة الجنائية الدولية من إصدار أي قرارات خاصة بإسرائيل وقيادتها والحرب الدائرة في غزة، قائلا: "لقد طفح الكيل".
وأضاف بوريل في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن الجميع طالب من رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو بعد الهجوم على رفح، لكن أخشى مما حدث أن يتسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين".
وأكد أنه لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة، وهناك أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني معرضين للموت.
وعن وضح منظمة الأونروا في القطاع، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، إن الأونروا هي مؤسسة بالغة الأهمية لدعم الملايين من الأشخاص المحتاجة، فأي فكرة لقطع تمويلها ليس لها أي أساس.
وأدانت الخارجية الإندونيسية، الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي.
وقالت في بيان اليوم الثلاثاء، إن "أي محاولة لنقل أو طرد الفلسطينيين بالقوة، بما في ذلك من رفح، أمر غير مقبول لأن مثل هذه الأعمال تشكل ذروة الجرائم ضد الإنسانية."
وكررت إندونيسيا دعوتها إلى التوصل الفوري إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإزالة جميع العقبات التي تعارض توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت الخارجية الإندونيسية، أنه يتعين "على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن يوقف فوراً جرائم إسرائيل الوحشية وأن يمنع وقوع كارثة إنسانية أكبر".
