شكرى المبخوت: رواية "روائح المدينة" طرحت أسئلة جديدة فى المشهد التونسى

الأربعاء، 18 مارس 2015 04:44 م
شكرى المبخوت: رواية "روائح المدينة" طرحت أسئلة جديدة فى المشهد التونسى شكرى المبخوت
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب التونسى شكرى المبخوت، أن رواية "روائح المدينة" للكاتب التونسى "حسين الود" تخوض تجربة فضائية تطرح سؤالاً جديدًا، فى الرواية التونسية على الأقل خصوصًا الرواية ذات المنحى التجريبى، يجعلنا نتدبَّر أمر حدود القول الروائى أو الشكل السردى إذا اتخذ من الفضاء لا الزمان مجالاً لتجربته.

جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت بالأمس، ضمن فعاليات مؤتمر الرواية العربية، فى المجلس الأعلى للثقافة، والمقام فى الفترة من الخامس عشر وحتى الثامن عشر من مارس الجارى، وقدم خلالها الكاتب التونسى شكرى المبخوت دراسة بعنوان استحالة الرواية فى "روائح المدينة" لحسين الواد.

وأوضح شكرى المبخوت أن دراسته تتناول رواية "روائح المدينة" لحسين الواد (صدرت سنة 2010) لما تطرحه من أسئلة أساسية تتصل بأصول الفن الروائى من جهة ممكناته السردية وأفق تطور أشكاله فى تفاعلها مع دلالة الخطاب الروائي.

وأشار شكرى المبخوت إلى أن اشتغال راوى حسين الواد كان على فضاء مدينةٍ يزعمُ أجوارها أنها لا تعدو أن تكون قرية مؤذنًا باستحالة فعل الرواية نفسه وما يقتضيه من اضطلاع بعالم قائم يمنحه السرد معنى ومغزى حين يكشف معقولية الوقائع ويرتبها فى خط الزمان ويصوغها فى نظام قصصي. فكيف أمكن للراوى ومن ورائه الكاتب أن يتجاوز هذا الإشكال المبدئى؟.

وأضاف شكرى المبخوت: لما كانت استحالة القول سمة مميزة لفعل الحكى فى "روائح المدينة" جاء السرد متقطعًا متشظيًا منبنيًا على التداعى ومراكمة الكلام. إنه سرد شره وقول نهِم يكشفان عن المسخ الذى أصاب العالم المروى بلغة تتلعثم أو تتدفَّق حين تسميه وعن بناء يتداعى ليشفَّ عن صعوبة تشكل هذا العالم.

وتابع شكرى المبخوت: لذلك نحتاج إلى تفسير ما يعوق السرد عن الاسترسال والتنامى فى علاقته بقصور العالم موضوع الحديث عن "صنع" ذوات فردية لها مسارات وتحولات أى عن صنع "أبطال". إذ جاءت الشخصيات فى أحسن الأحوال كنايات لفظية (لا شخصيات موسومة بأسمائها الحقيقية) تتحرك فى فضاء الرواية بلا فرادة تميزها، وإنما هى تجتهد فى أن تكون لها مزايا جماعية وصفات محمودة تستمدها من هوية المدينة المزعومة فينقلب بحثها ذاك إلى تحويل الرذائل إلى فضائل ومفاخرة بائسة بعيوب ظاهرة. فكيف تكتب الرواية فى عالم بلا بطولات وفى مجتمع يعمره أفراد لا خصائص فردية لهم؟.

وأضاف شكرى المبخوت: فى هذا الخواء "البطولي" لم يتبقَّ للراوى إلا أن يروى نتفًا من النوادر والأخبار، فى سياق مفاخرة كاذبة مليئة مزاعم وأوهامًا وأساطير، جامعًا بين أشكال من القول مستلهمة من قديم السرد العربي، وأخرى من فن الرواية الحديث ليدفع ذلك كله إلى حدِّه الأقصى. وحدُّه الأقصى وضع مفهوم الرواية نفسه، باعتبارها ابنة المدينة البورجوازية الحديثة، موضع سؤال. فكيف عالجت روائح المدينة هذا الإشكال البنيوى والفنى والموضوعي؟ وهل يكفى التجريب الروائى ليجيب عن سؤال المجتمع الذى استحال عليه أن يصهر تليده فى حديثه ليكون فعلاً مجتمعَ مدينةٍ حقيقيةٍ لا مسخَ مدينة مزعومة؟

- فرق قصور الثقافة تشارك بمهرجان السينما الأفريقية بالأقصر













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة