بالفيديو والصور.. هنا "نبروه".. عاصمة الفسيخ عمرها قرن فى المهنة.. والوزراء والمشايخ ولاعبو الكرة أبرز زبائنها.. والحاج "مندوه شعير" شيخ "الفسخانية".. والمدينة تعيش طوارئ بسبب شم النسيم منذ أسبوعين

نقلا عن العدد اليومى ..

بعد مرور أكثر من قرن على صناعة الفسيخ فى مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية وتلقيبها بعاصمة الفسيخ، مازالت المدينة تتربع على عرش الصناعة، بين كل المحافظات، ليتحول معها الاحتفال بشم النسيم إلى عرس الكل يشارك فيه، تظهر ملامحه منذ أن تطأ قدماك المدينة بما يشى أنها تنتظر حدثا موسميا كبيرا وهو شم النسيم وأعياد الربيع، الذى تنتعش معه تجارة الفسيخ النشاط الاقتصادى الموسمى الأبرز بالمدينة.




ما أن وصلت «اليوم السابع» أعتاب مدينة نبروه بالدقهلية، حتى وجدنا حركة نشطة لسيارات النقل التى تقل البراميل الخشبية والبلاستيكية التى تم تمليح فيها أسماك البورى والطوبار والسهيلة، تمهيدها لبيعها فى المحلات التى لا يخلو شارع منها، وطوابير المواطنين الوافدين من كل محافظات مصر لشراء الفسيخ قبل شم النسيم بأسبوع.

اختيار السمكة صح شرط رئيسى لبقاء الفسيخ صالحا

فى البداية يؤكد، محمد أوكيلة صاحب أكبر المحلات فى نبروه، أن شرط رئيسى لبقاء الفسيخ صالحا وله طعم جيد، أن يتم اختيار نوع السمكة صح من البداية، فالسمك البورى من المزارع الطينية، هو أكثر وأفضل أنواع الفسيخ إذا تم تمليحه وتخزينه بطريقة جيدة، فلابد أن يغسل جيدا ثم يوضع عليه نوع من الملح الخشن فى الخياشيم وعلى السمكة ثم يكمر جيدا داخل البرميل الخشب المصنع خصيصا فى طلخا ثم يوضع فى مكان به تكييف حتى تأخذ السمكة وقتها فى الملح من 15 إلى 60 يوما تقريبا.

حالة طوارئ فى المدينة أسبوعين بسبب موسم شم النسيم

وقال حمدى رشاد نائب مجلس مدينة نبروه إنه قبل موسم شم النسيم، بأسبوع أو أسبوعين تكون هناك حالة من الطوارئ فى المدينة بشكل زائد عن الحركة والعمل طوال أيام العام فالمدينة تتميز بالفسيخ وبها كبار المستوردين لتجارة الموبيلات والملابس الجاهزة والأجهزة الكهربائية، مضيفا أنه هناك أكثر من 75 محلا لبيع الفسيخ، لكل منها مصنعها الخاص بها. ويضيف رشاد، أن هناك كثيرا من الوزراء والمشاهير الذين يأتون لشراء الفسيخ من القاهرة والمحافظات بسياراتهم السوداء، أو يرسلون من يقوم بشراء 100 أو 200 كيلو للحبايب، ويقصدون أشهر المحلات بنبروه. ويقول إبراهيم اليمانى أحد تجار الفسيخ إن لاعبى الكرة يقصدوه ومنهم أحمد حسن وشوقى غريب وأسامة فتحى والفنان أحمد بدير، مضيفا أن الشيخ محمد حسان أخذ أكثر من 200 كيلو فسيخ لحبايبه وأسرته. ويحرص شيخ الفسخانية فى نبروه الحاج مندوه شعير، ذو الجسد النحيل والتجاعيد بوجهه بعد 88 عاما قضى منها 68 عاما على أن يملحها بيده لضمان جودتها، ويقول إن الأمانة والنظافة واستخدام أجود الأنواع من السمك البورى والملح الخشن، وا لمنافسة الشريفة، هى سبب السمعة الطيبة لنبروه فى صناعة الفسيخ.




وعن طريقة التمليح، أوضح مندوه أسامة 33 سنة أن الصناعة قد طرأ عليها عدة تطورات، واستخدام أسماك «البورى والسهيلى والطوبار» فى صناعة الفسيخ، موضحا أنها تبدأ بتجهيز البراميل الخشبية، ويتم غسل السمك جيدا بالماء، ثم رصه فى صورة طبقات متبادلة مع الملح الخشن، ويتم تغطيته بالبلاستيك ووضع طبقة ملح وغلقه جيدا حتى موعد نضوجه.